مختارات
15/06/2016

السيّد فضل الله.. تجربة فريدة ونموذج معاصر

السيّد فضل الله.. تجربة فريدة ونموذج معاصر


مشكلة المجتمع الشرقيّ، أنّ ناسه لا يقدّرون العلماء والمفكّرين إلا بعد رحيلهم، أمّا مع وجودهم، فيكيلون لهم التهم والافتراءات لكي يفرّقوا الناس عنهم، خوفاً من ازدياد عدد أتباعهم ومريديهم. وهذه الحالة السيّئة جعلت البسطاء والجهلة يتطاولون على العلماء ويتصدّون لشؤون الأمّة، وبالتالي تأخر المجتمع الشرقي سنوات عن المجتمع الغربي الّذي يحترم علماءه ومفكريه.


في كلّ زمان رجال تحرّروا من قيود الجهلة والمتعصّبين، وقرأوا زمانهم قراءةً واعيةً، وبذلوا كلّ ما بوسعهم لتقديم ما هو أفضل للإنسانيّة. والمرجع الراحل السيّد محمد حسين فضل الله (رضوان الله تعالى عليه)، من مشكلة المجتمع الشرقيّ، أنّ ناسه لا يقدّرون العلماء والمفكّرين إلا بعد رحيلهم، أمّا مع وجودهم، فيكيلون لهم التهم والافتراءات لكي يفرّقوا الناس عنهم، خوفاً من ازدياد عدد أتباعهم ومريديهم. وهذه الحالة السيّئة جعلت البسطاء والجهلة يتطاولون على العلماء ويتصدّون لشؤون الأمّة، وبالتالي تأخر المجتمع الشرقي سنوات عن المجتمع الغربي الّذي يحترم علماءه ومفكريه.


في كلّ زمان رجال تحرّروا من قيود الجهلة والمتعصّبين، وقرأوا زمانهم قراءةً واعيةً، وبذلوا كلّ ما بوسعهم لتقديم ما هو أفضل للإنسانيّة. والمرجع الراحل السيّد محمد حسين فضل الله (رضوان الله تعالى عليه)، من أولئك الرجال الذين عملوا بكلّ جدّ واجتهاد من أجل الدين والإنسانيّة، إلا أنّ بعض الأصوات من قبل البعض أعطت صورة ضبابيّة عن الفقيد، وحالت دون أن يتعرّف بعض الرساليّين الباحثين عن الحقيقة إلى سماحة السيد. وهنا، لم يقف السيّد مكتوف اليدين، بل دعا إلى قراءة أفكاره وآرائه ولو بعد رحيله وغيابه عن السّاحة، كأنه يريد أن يقول إنّ الحقيقة ستظهر ولو بعد حين، قال(قده): "أقول للرساليّين: حاولوا أن تفهموني جيّداً، فاذا كان البعض لم يفهمني في حياتي، لأنّ التّهاويل والانفعالات والتعقيدات قد حجبت وضوح الرّؤية، ولكن عندما يغيب الإنسان عن السّاحة، ويشعر الآخرون بالأمن من تعقيدات وجوده عليهم، يمكن أن يفهموه أكثر، وأن يستفيدوا من تجربته أكثر".


أضواء من حياة السيّد

 منذ نعومة أظفاره، درس الإسلام دراسة مستفيضة، ودرّسه للناس على أنّه دين حبّ وتسامح ووئام مع الجميع، ودين معرفة وحقيقة ودليل، ودرس الأدب والشِّعر، ودرس أفكار التيّارات والأحزاب الّتي كانت تظهر في السَّاحة، دراسةً موضوعيَّة. لذلك، فهو كان يمتلك رصيداً معرفيّاً فقهيّاً أدبيّاً سياسيّاً هائلاً، وهذا واضح في كتبه ومحاضراته. وله بصمة في كلّ الميادين، وقد عمل بجدٍّ وإخلاصٍ من دون كللٍ ولا ملل، ولم يكن يرى أنّ الدنيا للرّاحة، بل للعمل الدّائم، وعندما كان البعض يدعوه ليرتاح، كان يقول: "الراحة عليَّ حرام"، كما قال الإمام الصّادق(ع): "لا تتمنّوا المستحيل"، قالوا: ومن يتمنّى المستحيل؟ قال: "ألستم تتمنّون الرّاحة في الدّنيا؟"، قالوا: بلى. قال: "الرّاحة في الدّنيا على المؤمن مستحيلة". كان يرى الراحة في إرشاد الناس ووعظهم، والأخذ بأيديهم إلى فهم الإسلام والتمسّك به.


كان يتمتّع بسعة الصّدر والتواضع، بحيث تحمّل الذين تجاوزوا عليه، ولم يردّ عليهم بالمثل، بل ظلَّ يدعوهم للحوار حتّى آخر أيّام عمره الشّريف، وانفتح على الجميع، ودعا إلى توحيد الصّفوف ونبذ الخلافات، من أجل الهدف الأسمى، وهو المشروع الإسلاميّ، والقضاء على العدوّ المشترك، وهو العدوّ الصّهيوني.


فضل الله هو الإنسان الواقعيّ، والمرجع الشمولي الّذي لم يحصر نفسه بجانبٍ واحدٍ ويكتفي به وينغلق عليه، بل كان في ال

حوزة مجتهداً، وفي المسجد عابداً، وفي الميدان فارساً، وبين الناس كأنّه واحد منهم، وكان يتمتّع بعلم وشجاعة وتواضع وتقوى وحنكة سياسيّة جعلت النّاس تهوي إليه، وجعلت الاستكبار العالميّ يخشاه!

 وأخيراً أقول: لقد رحل السيّد وترك بصمةً وأثراً جميلاً في الحياة، وها هي شمس الفقيد السّعيد مشرقة، وستبقى مشرقةً بفضل ما قدّم طوال عمره الشّريف من إنجازات وخدمات للإسلام والمسلمين، من دروس وكتب ومحاضرات ونظريّات ورعاية وبناء مساجد ومعاهد إسلاميّة، وما قدمه للإنسانيّة من بناء مستشفيات ومستوصفات ودور ومبرّات أيتام.


فعلى النخب الإسلامية والثقافية قراءة السيّد فضل الله قراءة موضوعيّة حياديّة، للاستفادة من هذا العلم الشّامخ والعطاء المعرفي الصّافي، ومن هذا التراث والإرث الإسلامي الأصيل.



إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.



مشكلة المجتمع الشرقيّ، أنّ ناسه لا يقدّرون العلماء والمفكّرين إلا بعد رحيلهم، أمّا مع وجودهم، فيكيلون لهم التهم والافتراءات لكي يفرّقوا الناس عنهم، خوفاً من ازدياد عدد أتباعهم ومريديهم. وهذه الحالة السيّئة جعلت البسطاء والجهلة يتطاولون على العلماء ويتصدّون لشؤون الأمّة، وبالتالي تأخر المجتمع الشرقي سنوات عن المجتمع الغربي الّذي يحترم علماءه ومفكريه.


في كلّ زمان رجال تحرّروا من قيود الجهلة والمتعصّبين، وقرأوا زمانهم قراءةً واعيةً، وبذلوا كلّ ما بوسعهم لتقديم ما هو أفضل للإنسانيّة. والمرجع الراحل السيّد محمد حسين فضل الله (رضوان الله تعالى عليه)، من مشكلة المجتمع الشرقيّ، أنّ ناسه لا يقدّرون العلماء والمفكّرين إلا بعد رحيلهم، أمّا مع وجودهم، فيكيلون لهم التهم والافتراءات لكي يفرّقوا الناس عنهم، خوفاً من ازدياد عدد أتباعهم ومريديهم. وهذه الحالة السيّئة جعلت البسطاء والجهلة يتطاولون على العلماء ويتصدّون لشؤون الأمّة، وبالتالي تأخر المجتمع الشرقي سنوات عن المجتمع الغربي الّذي يحترم علماءه ومفكريه.


في كلّ زمان رجال تحرّروا من قيود الجهلة والمتعصّبين، وقرأوا زمانهم قراءةً واعيةً، وبذلوا كلّ ما بوسعهم لتقديم ما هو أفضل للإنسانيّة. والمرجع الراحل السيّد محمد حسين فضل الله (رضوان الله تعالى عليه)، من أولئك الرجال الذين عملوا بكلّ جدّ واجتهاد من أجل الدين والإنسانيّة، إلا أنّ بعض الأصوات من قبل البعض أعطت صورة ضبابيّة عن الفقيد، وحالت دون أن يتعرّف بعض الرساليّين الباحثين عن الحقيقة إلى سماحة السيد. وهنا، لم يقف السيّد مكتوف اليدين، بل دعا إلى قراءة أفكاره وآرائه ولو بعد رحيله وغيابه عن السّاحة، كأنه يريد أن يقول إنّ الحقيقة ستظهر ولو بعد حين، قال(قده): "أقول للرساليّين: حاولوا أن تفهموني جيّداً، فاذا كان البعض لم يفهمني في حياتي، لأنّ التّهاويل والانفعالات والتعقيدات قد حجبت وضوح الرّؤية، ولكن عندما يغيب الإنسان عن السّاحة، ويشعر الآخرون بالأمن من تعقيدات وجوده عليهم، يمكن أن يفهموه أكثر، وأن يستفيدوا من تجربته أكثر".


أضواء من حياة السيّد

 منذ نعومة أظفاره، درس الإسلام دراسة مستفيضة، ودرّسه للناس على أنّه دين حبّ وتسامح ووئام مع الجميع، ودين معرفة وحقيقة ودليل، ودرس الأدب والشِّعر، ودرس أفكار التيّارات والأحزاب الّتي كانت تظهر في السَّاحة، دراسةً موضوعيَّة. لذلك، فهو كان يمتلك رصيداً معرفيّاً فقهيّاً أدبيّاً سياسيّاً هائلاً، وهذا واضح في كتبه ومحاضراته. وله بصمة في كلّ الميادين، وقد عمل بجدٍّ وإخلاصٍ من دون كللٍ ولا ملل، ولم يكن يرى أنّ الدنيا للرّاحة، بل للعمل الدّائم، وعندما كان البعض يدعوه ليرتاح، كان يقول: "الراحة عليَّ حرام"، كما قال الإمام الصّادق(ع): "لا تتمنّوا المستحيل"، قالوا: ومن يتمنّى المستحيل؟ قال: "ألستم تتمنّون الرّاحة في الدّنيا؟"، قالوا: بلى. قال: "الرّاحة في الدّنيا على المؤمن مستحيلة". كان يرى الراحة في إرشاد الناس ووعظهم، والأخذ بأيديهم إلى فهم الإسلام والتمسّك به.


كان يتمتّع بسعة الصّدر والتواضع، بحيث تحمّل الذين تجاوزوا عليه، ولم يردّ عليهم بالمثل، بل ظلَّ يدعوهم للحوار حتّى آخر أيّام عمره الشّريف، وانفتح على الجميع، ودعا إلى توحيد الصّفوف ونبذ الخلافات، من أجل الهدف الأسمى، وهو المشروع الإسلاميّ، والقضاء على العدوّ المشترك، وهو العدوّ الصّهيوني.


فضل الله هو الإنسان الواقعيّ، والمرجع الشمولي الّذي لم يحصر نفسه بجانبٍ واحدٍ ويكتفي به وينغلق عليه، بل كان في ال

حوزة مجتهداً، وفي المسجد عابداً، وفي الميدان فارساً، وبين الناس كأنّه واحد منهم، وكان يتمتّع بعلم وشجاعة وتواضع وتقوى وحنكة سياسيّة جعلت النّاس تهوي إليه، وجعلت الاستكبار العالميّ يخشاه!

 وأخيراً أقول: لقد رحل السيّد وترك بصمةً وأثراً جميلاً في الحياة، وها هي شمس الفقيد السّعيد مشرقة، وستبقى مشرقةً بفضل ما قدّم طوال عمره الشّريف من إنجازات وخدمات للإسلام والمسلمين، من دروس وكتب ومحاضرات ونظريّات ورعاية وبناء مساجد ومعاهد إسلاميّة، وما قدمه للإنسانيّة من بناء مستشفيات ومستوصفات ودور ومبرّات أيتام.


فعلى النخب الإسلامية والثقافية قراءة السيّد فضل الله قراءة موضوعيّة حياديّة، للاستفادة من هذا العلم الشّامخ والعطاء المعرفي الصّافي، ومن هذا التراث والإرث الإسلامي الأصيل.



إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.


اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية