هل أقبل الزواج من رجل مطلّق؟!

هل أقبل الزواج من رجل مطلّق؟!

استشارة..

أنا شابة غير متزوّجة، يصفني الناس بالمؤمنة الزاهدة. لم أكن أرغب في الزواج إلى أن ظهر في حياتي رجل مؤمن ومتزوج ولديه أولاد، ولكن حياته الزوجية غير مستقرة. كان يبدو دائماً حزيناً، ورغم ذلك لم أسأله عن السبب، ولم يتخط حديثنا حدود الزمالة في العمل. وذات يوم أجهش بالبكاء أمامي، وأخبرني بأنه يحبني، ثم عرض عليَّ الزواج، فرفضت، وطلبت منه التضحية، والابتعاد عن التوتر، والتفاهم مع زوجته، للحفاظ على مستقبل الأولاد، ولكنه أصر على الانفصال عنها، لأنها كانت تعتبر محاولاته للإصلاح بينهما ضعفاً منه. وقد هددته بأولاده الذين تفهموا وضعه، وتعهّدوا بالبقاء إلى جانبه مهما حصل.

من جهتي، ابتعدت عنه ورفضت الزواج منه نهائياً، رغم أنني أحببته، كما أنني تركت عملي أيضاً. فهل كان قراري صائباً؟

وجواب..

إقدام المرأة على الزواج من رجل مطلّق ذي أولاد يحتاج إلى التأني، ودراسة المسألة عقلانياً بكل تفاصيلها وأبعادها، لأنّ تعقيدات حياته مع زوجته السابقة، وفشله في زواجه منها، وكذا تعقيدات طلاقه لها، وآثار هذا الطلاق على أولاده من زوجته الأولى، جميع ذلك قد ينعكس سلباً على حياته مع زوجته الثانية.

ولقد عاينّا الآلام الكثيرة التي تعانيها المرأة المتزوجة من رجل مطلق، لجهة ما وقعت فيه من اضطراب في إقامة علاقة مناسبة مع أولاده، وخصوصاً إن كانوا صغاراً أو عاشوا معها، ولجهة ما قد تخشاه من عودة زوجها إلى زوجته الأولى وحنينه إليها، ما يحرك فيها غيرتها، ويضفي على حياتها قدراً من القلق والتوتر، وخصوصاً إن عجزت عن مواجهة هذه الغيرة وتركتها تنخر في كيانها الزوجي.

لذا، فإن قرارك بعدم الزواج منه سيريحك من المعاناة التي وصفناها، كما أنه سيريح ضميرك من الشعور بالحزن على زوجته، والخوف من أن تكون سعادتك المحتملة على حساب حزنها بسبب فشل حياتها الزوجية، وجميع ذلك لا يدعو إلى الأسف على عدم الزواج منه، كما أنه يجعل قرارك حكيماً بدرجة جيدة، برغم ما قد رسخ في قلبك من حبه، وما سوف تعانيه جراء ذلك.

أما إن استطاع هذا الرجل أن يجمع بين زوجتين مع العدل، وأن يرتب وضعه من دون أية انعكاسات سلبية على حياته مع كل منهما، فهذا لا مانع منه أبداً، بل قد يكون هو الحل المناسب .

 وفي جميع الأحوال، فمسألة الزواج والطلاق تحتاج الى دراسة كل الظروف الواقعية المحيطة، ونسأل الله تعالى أن يوفقك للخيار الصحيح في حياتك.

***

مرسلة الاستشارة: ...

المجيب عن الاستشارة: المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 7 كانون الأول 2013م.

نوع الاستشارة: اجتماعية.

استشارة..

أنا شابة غير متزوّجة، يصفني الناس بالمؤمنة الزاهدة. لم أكن أرغب في الزواج إلى أن ظهر في حياتي رجل مؤمن ومتزوج ولديه أولاد، ولكن حياته الزوجية غير مستقرة. كان يبدو دائماً حزيناً، ورغم ذلك لم أسأله عن السبب، ولم يتخط حديثنا حدود الزمالة في العمل. وذات يوم أجهش بالبكاء أمامي، وأخبرني بأنه يحبني، ثم عرض عليَّ الزواج، فرفضت، وطلبت منه التضحية، والابتعاد عن التوتر، والتفاهم مع زوجته، للحفاظ على مستقبل الأولاد، ولكنه أصر على الانفصال عنها، لأنها كانت تعتبر محاولاته للإصلاح بينهما ضعفاً منه. وقد هددته بأولاده الذين تفهموا وضعه، وتعهّدوا بالبقاء إلى جانبه مهما حصل.

من جهتي، ابتعدت عنه ورفضت الزواج منه نهائياً، رغم أنني أحببته، كما أنني تركت عملي أيضاً. فهل كان قراري صائباً؟

وجواب..

إقدام المرأة على الزواج من رجل مطلّق ذي أولاد يحتاج إلى التأني، ودراسة المسألة عقلانياً بكل تفاصيلها وأبعادها، لأنّ تعقيدات حياته مع زوجته السابقة، وفشله في زواجه منها، وكذا تعقيدات طلاقه لها، وآثار هذا الطلاق على أولاده من زوجته الأولى، جميع ذلك قد ينعكس سلباً على حياته مع زوجته الثانية.

ولقد عاينّا الآلام الكثيرة التي تعانيها المرأة المتزوجة من رجل مطلق، لجهة ما وقعت فيه من اضطراب في إقامة علاقة مناسبة مع أولاده، وخصوصاً إن كانوا صغاراً أو عاشوا معها، ولجهة ما قد تخشاه من عودة زوجها إلى زوجته الأولى وحنينه إليها، ما يحرك فيها غيرتها، ويضفي على حياتها قدراً من القلق والتوتر، وخصوصاً إن عجزت عن مواجهة هذه الغيرة وتركتها تنخر في كيانها الزوجي.

لذا، فإن قرارك بعدم الزواج منه سيريحك من المعاناة التي وصفناها، كما أنه سيريح ضميرك من الشعور بالحزن على زوجته، والخوف من أن تكون سعادتك المحتملة على حساب حزنها بسبب فشل حياتها الزوجية، وجميع ذلك لا يدعو إلى الأسف على عدم الزواج منه، كما أنه يجعل قرارك حكيماً بدرجة جيدة، برغم ما قد رسخ في قلبك من حبه، وما سوف تعانيه جراء ذلك.

أما إن استطاع هذا الرجل أن يجمع بين زوجتين مع العدل، وأن يرتب وضعه من دون أية انعكاسات سلبية على حياته مع كل منهما، فهذا لا مانع منه أبداً، بل قد يكون هو الحل المناسب .

 وفي جميع الأحوال، فمسألة الزواج والطلاق تحتاج الى دراسة كل الظروف الواقعية المحيطة، ونسأل الله تعالى أن يوفقك للخيار الصحيح في حياتك.

***

مرسلة الاستشارة: ...

المجيب عن الاستشارة: المكتب الشّرعي في مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله(رض).

التاريخ: 7 كانون الأول 2013م.

نوع الاستشارة: اجتماعية.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية