في جوابه عن سؤال كان قد وجّه إليه عن سرّ الانجذاب السحري إلى شخصية الإمام عليّ (ع) عند بعض الناس، وسرّ البغض والنصب عند البعض الآخر له، قال سماحة العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض):
"أمّا كيف ينجذب النّاس إيجاباً إلى عليّ (ع)، فلأنّك لا تملك أمامَ عليّ إلاَّ أن تنجذب إليه، لأنّك لا تجد في عقله ولا في قلبه ولا في حياته إلاَّ الإسلام والحقّ والعدل، حتّى أُثِرَ عنه أنّه قال: "ما تَرَكَ لي الحقّ صاحبا".
فأنتَ لا تستطيع أن تجد في عليّ (ع) نقطة ضعف ـ بغضّ النظر عن عصمته ـ بل لا تملك إلّا أن تنحنيَ إجلالاً لمواقفه، فإنّه عندما ينظر إلى نعله التي يخصفها بيده، يخاطب ابن عبّاس قائلاً: "وَاللهِ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِمْرَتِكُمْ، إِلَّا أَنْ أُقِيمَ حَقّاً أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلاً".
وكان يقول: "لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِرِ، وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ، وَمَا أَخَذَ اللهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَلاَّ يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ، وَلاَ سَغَبِ مَظْلُومٍ، لأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسٍ أَوَّلِهَا، وَلأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ".
فكيف لا ننجذب إلى عليّ الّذي كان يقول بشأن كلّ الجدل الذي ثار حول الخلافة، وهو الذي يعتقد، كما نعتقد، أنّه أحقّ بالخلافة، "لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَحَقُّ النَّاسِ بِهَا مِنْ غَيْرِي، وَوَاللهِ لأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خَاصَّةً، الْتِمَاساً لأَجْرِ ذَلِكَ وَفَضْلِهِ، وَزُهْداً فِيمَا تَنَافَسْتُمُوهُ مِنْ زُخْرُفِهِ وَزِبْرِجِهِ"؟!
فعندما تسمع عليّاً يقول: "يَا دُنْيَا، إِلَيْكِ عَنِّي، أَبِي تَعَرَّضْتِ، أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ، لا حَانَ حِيْنُكِ. هَيْهَاتَ! غُرِّي غَيْرِي، لاَ حَاجَةَ لِي فِيكِ، قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلاَثاً"، ألاَ ترى فيه إنساناً خرج من الدّنيا بالمعنى المادّي لها؛ بعقله وقلبه وروحه وحياته، وعند ذلك، كيف لا تحبّه؟!
فأنتَ لا يمكن أن تحبّ عليّاً (ع) وأن تنجذب إليه وأن تدخل في عمق شخصيّته، ما لم تفهمه.
أمّا الذين يبغضونه وينصبون العداوة له، فهم كمن يبغض الزّهور ويحبّ الشّوك، وكمن يبغض العطر ويحبّ النّتانة، وكمن يبغض النّور ويحبّ الظلمة، هؤلاء لا يعيشون معنى الإنسانيّة، لأنَّك لا يمكن أن تكون إنساناً وتبغض عليّاً. لا نقولها من موقع عاطفة، بل من موقع عقلٍ هادئ بارد يحسب حساب الأشياء بكلّ دقّة".
* من كتاب "علي ميزان الحقّ"

في جوابه عن سؤال كان قد وجّه إليه عن سرّ الانجذاب السحري إلى شخصية الإمام عليّ (ع) عند بعض الناس، وسرّ البغض والنصب عند البعض الآخر له، قال سماحة العلّامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله (رض):
"أمّا كيف ينجذب النّاس إيجاباً إلى عليّ (ع)، فلأنّك لا تملك أمامَ عليّ إلاَّ أن تنجذب إليه، لأنّك لا تجد في عقله ولا في قلبه ولا في حياته إلاَّ الإسلام والحقّ والعدل، حتّى أُثِرَ عنه أنّه قال: "ما تَرَكَ لي الحقّ صاحبا".
فأنتَ لا تستطيع أن تجد في عليّ (ع) نقطة ضعف ـ بغضّ النظر عن عصمته ـ بل لا تملك إلّا أن تنحنيَ إجلالاً لمواقفه، فإنّه عندما ينظر إلى نعله التي يخصفها بيده، يخاطب ابن عبّاس قائلاً: "وَاللهِ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِمْرَتِكُمْ، إِلَّا أَنْ أُقِيمَ حَقّاً أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلاً".
وكان يقول: "لَوْلاَ حُضُورُ الْحَاضِرِ، وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ، وَمَا أَخَذَ اللهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَلاَّ يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ، وَلاَ سَغَبِ مَظْلُومٍ، لأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا، وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسٍ أَوَّلِهَا، وَلأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ".
فكيف لا ننجذب إلى عليّ الّذي كان يقول بشأن كلّ الجدل الذي ثار حول الخلافة، وهو الذي يعتقد، كما نعتقد، أنّه أحقّ بالخلافة، "لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَحَقُّ النَّاسِ بِهَا مِنْ غَيْرِي، وَوَاللهِ لأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خَاصَّةً، الْتِمَاساً لأَجْرِ ذَلِكَ وَفَضْلِهِ، وَزُهْداً فِيمَا تَنَافَسْتُمُوهُ مِنْ زُخْرُفِهِ وَزِبْرِجِهِ"؟!
فعندما تسمع عليّاً يقول: "يَا دُنْيَا، إِلَيْكِ عَنِّي، أَبِي تَعَرَّضْتِ، أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ، لا حَانَ حِيْنُكِ. هَيْهَاتَ! غُرِّي غَيْرِي، لاَ حَاجَةَ لِي فِيكِ، قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلاَثاً"، ألاَ ترى فيه إنساناً خرج من الدّنيا بالمعنى المادّي لها؛ بعقله وقلبه وروحه وحياته، وعند ذلك، كيف لا تحبّه؟!
فأنتَ لا يمكن أن تحبّ عليّاً (ع) وأن تنجذب إليه وأن تدخل في عمق شخصيّته، ما لم تفهمه.
أمّا الذين يبغضونه وينصبون العداوة له، فهم كمن يبغض الزّهور ويحبّ الشّوك، وكمن يبغض العطر ويحبّ النّتانة، وكمن يبغض النّور ويحبّ الظلمة، هؤلاء لا يعيشون معنى الإنسانيّة، لأنَّك لا يمكن أن تكون إنساناً وتبغض عليّاً. لا نقولها من موقع عاطفة، بل من موقع عقلٍ هادئ بارد يحسب حساب الأشياء بكلّ دقّة".
* من كتاب "علي ميزان الحقّ"