ولاية عليّ (ع) بأمرٍ إلهيّ

ولاية عليّ (ع) بأمرٍ إلهيّ

[كيف نصَّب الرسول (ص) عليّاً خليفةً له؛ هل هو مجرَّد ترشيح ـــ كما يقول بعض الكتّاب ـــ أم أنّه عيَّن عليّاً للخلافة بأمرٍ من الله سبحانه وتعالى؟].

عقيدتنا في هذا المجال، أنّ النبيّ (ص) عيَّن عليّاً (ع) للخلافة في يوم الغدير بأمرٍ من الله سبحانه وتعالى، باعتبار الآية التي نزلت: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[المائدة: 67]. فهذه الآية، بحسب التّفاسير الواردة، نزلت في يوم الغدير. ومعناها أنّك ـــ يا رسول الله ـــ إنْ لم تُبَلِّغ ما أنزل الله إليك في عليّ (ع)، فكأنّك لم تفعل شيئاً. وهذا أسلوب ليس فيه تهديد لرسول الله، ولكنّه أسلوب يختزن الكثير من القوَّة، لأنَّ قضيّة ولاية أمير المؤمنين (ع)، باعتباره الأفضل والأعلم والأصلح، تشكِّل الضّمانة الكبرى والسّليمة لاستمرار المسيرة الإسلاميّة على النهج الإسلاميّ الذي بدأه رسول الله (ص)، علماً أنّ عليّاً هو نفس رسول الله (ص) وأخوه، وهو منه بمنزلة هارون من موسى.

والأمر الثّاني، أنّ النبيّ (ص) قال للمسلمين: "أَلَسْتُ أوْلى بكم منكم بأنفسكم؟"، أي أنّني أملك السّلطة على المؤمنين أكثر ممّا يملكونها على أنفسهم، قالوا: اللّهمّ بلى، فقال لهم: "فمن كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه". والولاية تمثِّل أحد عناصر حاكميّة الحاكم، وقد جعل الله للرسول (ص) هذا الأمر، أي أنّه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، والرّسول جعله لعليّ، أي مَنْ كنتُ أولى به من نفسه، فعليٌّ أولى به من نفسه. فهل هذا ترشيح أم هو تعيين؟! إنّه تعيين قطعاً. ثمّ نزلت الآية الكريمة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}[المائدة: 3]. والمرويّ، أنّ رسول الله (ص) نصب لعليّ (ع) خيمةً، وطلب من المسلمين أنْ يُحَيّوه بصفته أميراً للمؤمنين. وقد نقل عن الخليفة الثّاني أنّه قال: "بخٍ بخٍ لكَ يا عليّ، أصبحتَ مولاي ومولى كلّ مؤمنٍ ومؤمنة".

فقضيّة الولاية كانت تعييناً من رسول الله (ص) بأمرٍ من الله سبحانه وتعالى.

ولعلَّ دراستنا لكلِّ أحاديث النبيّ (ص) في حقِّ عليّ (ع)، تفيد أنّها تمحورت حول تعميق الذهنيّة الإسلاميّة العامّة، في اعتبار الإمام (ع) الشخص المتعيَّن للخلافة، وذلك بسبب كفاءته وقابليّاته ومؤهّلاته. ومن هذا المنطلق، كان تعيين الله سبحانه وتعالى والرسول (ص) له، فليس دور النبيّ (ص) أنْ يمارس الترشيح في مثل هذه القضيّة الحيويّة والحسّاسة المتّصلة بمستقبل الإسلام في حركته، بل دوره أنْ يعيِّن ويخطِّط للمسلمين طريق المستقبل في خطِّ القيادة.

* من كتاب "فقه الحياة".

[كيف نصَّب الرسول (ص) عليّاً خليفةً له؛ هل هو مجرَّد ترشيح ـــ كما يقول بعض الكتّاب ـــ أم أنّه عيَّن عليّاً للخلافة بأمرٍ من الله سبحانه وتعالى؟].

عقيدتنا في هذا المجال، أنّ النبيّ (ص) عيَّن عليّاً (ع) للخلافة في يوم الغدير بأمرٍ من الله سبحانه وتعالى، باعتبار الآية التي نزلت: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[المائدة: 67]. فهذه الآية، بحسب التّفاسير الواردة، نزلت في يوم الغدير. ومعناها أنّك ـــ يا رسول الله ـــ إنْ لم تُبَلِّغ ما أنزل الله إليك في عليّ (ع)، فكأنّك لم تفعل شيئاً. وهذا أسلوب ليس فيه تهديد لرسول الله، ولكنّه أسلوب يختزن الكثير من القوَّة، لأنَّ قضيّة ولاية أمير المؤمنين (ع)، باعتباره الأفضل والأعلم والأصلح، تشكِّل الضّمانة الكبرى والسّليمة لاستمرار المسيرة الإسلاميّة على النهج الإسلاميّ الذي بدأه رسول الله (ص)، علماً أنّ عليّاً هو نفس رسول الله (ص) وأخوه، وهو منه بمنزلة هارون من موسى.

والأمر الثّاني، أنّ النبيّ (ص) قال للمسلمين: "أَلَسْتُ أوْلى بكم منكم بأنفسكم؟"، أي أنّني أملك السّلطة على المؤمنين أكثر ممّا يملكونها على أنفسهم، قالوا: اللّهمّ بلى، فقال لهم: "فمن كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه". والولاية تمثِّل أحد عناصر حاكميّة الحاكم، وقد جعل الله للرسول (ص) هذا الأمر، أي أنّه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، والرّسول جعله لعليّ، أي مَنْ كنتُ أولى به من نفسه، فعليٌّ أولى به من نفسه. فهل هذا ترشيح أم هو تعيين؟! إنّه تعيين قطعاً. ثمّ نزلت الآية الكريمة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}[المائدة: 3]. والمرويّ، أنّ رسول الله (ص) نصب لعليّ (ع) خيمةً، وطلب من المسلمين أنْ يُحَيّوه بصفته أميراً للمؤمنين. وقد نقل عن الخليفة الثّاني أنّه قال: "بخٍ بخٍ لكَ يا عليّ، أصبحتَ مولاي ومولى كلّ مؤمنٍ ومؤمنة".

فقضيّة الولاية كانت تعييناً من رسول الله (ص) بأمرٍ من الله سبحانه وتعالى.

ولعلَّ دراستنا لكلِّ أحاديث النبيّ (ص) في حقِّ عليّ (ع)، تفيد أنّها تمحورت حول تعميق الذهنيّة الإسلاميّة العامّة، في اعتبار الإمام (ع) الشخص المتعيَّن للخلافة، وذلك بسبب كفاءته وقابليّاته ومؤهّلاته. ومن هذا المنطلق، كان تعيين الله سبحانه وتعالى والرسول (ص) له، فليس دور النبيّ (ص) أنْ يمارس الترشيح في مثل هذه القضيّة الحيويّة والحسّاسة المتّصلة بمستقبل الإسلام في حركته، بل دوره أنْ يعيِّن ويخطِّط للمسلمين طريق المستقبل في خطِّ القيادة.

* من كتاب "فقه الحياة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية