عليّ (ع) يقدِّم درسًا في تواضع الحاكم

عليّ (ع) يقدِّم درسًا في تواضع الحاكم

هناك حادثة [جرت مع الإمام عليّ (ع)]، حيث كان راكبًا ذات يوم، وإنسان من الوجهاء الكبار يمشي وراءه، فنهره الإمام وقال: "ارجع، فإنَّ مشي مثلك مع مثلي فتنة للوالي، ومذلَّة للمؤمن"1، أنا لا أحبّ لك ذلك.

"فتنة للوالي"؛ إنّه لا يريد أن يفتن بأن يسير النّاس خلفه بطريقة استعراضيّة، فقد يؤدّي به إلى الشّعور بالعظمة، إنّه (ع) قد يملك نفسه في هذا الإطار، ولكن ماذا سيكون حال الولاة من بعده إذا رأوا منه هذا الشّيء؟!

"ومذلّة للمؤمن"؛ في الإسلام، المسلم عزيز، عليه أن لا يذلّ نفسه بهذه الطّريقة.

المشكلة أن تقاليد الحكّام والرعيّة سارت اليوم في هذا الاتجاه، بل لقد استحدثت طرقاً من التعظيم، وأشكالاً من الألقاب والاحترامات، دخلت في حجم التّقاليد، وأصبحت جزءاً من مسيرة الأُمّة، وهذا ما لا يقرّه الإسلام، فالإسلام يدعو إلى البساطة، البساطة بكلّ ما لهذه الكلمة من معنى.

إنَّ الإمام عليّاً (ع) حينما كان يُمدَح من قبل النّاس، كان يتألّم ويعود إلى الله تعالى ليبتهل بالقول: "اللّهمَّ اجعلني خيراً مما يظنّون، واغفر لي ما لا يعلمون"2.

وجاءه رجل آخر - وكان يعتقد أنّه يتزلّف إليه ولا يؤمن بما يقوله - وأخذ يمدحه مدحاً كثيراً، ويغمره بالألقاب والاحترامات، فانزعج منه الإمام وأجابه بصراحته المعهودة:

"يا هذا، أنا دونَ ما تقول، وفوق ما في نفسك"3.

قال له: أنا أقلُّ مما تحكي، وأنا أعرف أنّك لا تعتقد ذلك فيَّ، أنا أعظم مما في أنفسكم، مستواي أكبر مما تؤمن به، ولكن أنا دون ما تقول، فكفَّ عن هذا المقال.

*من كتاب (من أجل الإسلام).

[1]نهج البلاغة، ج2، ص 13.

[2]عيون الحكم والمواعظ، الواسطي، ص 65.

[3]نهج البلاغة، الحكمة 80.

هناك حادثة [جرت مع الإمام عليّ (ع)]، حيث كان راكبًا ذات يوم، وإنسان من الوجهاء الكبار يمشي وراءه، فنهره الإمام وقال: "ارجع، فإنَّ مشي مثلك مع مثلي فتنة للوالي، ومذلَّة للمؤمن"1، أنا لا أحبّ لك ذلك.

"فتنة للوالي"؛ إنّه لا يريد أن يفتن بأن يسير النّاس خلفه بطريقة استعراضيّة، فقد يؤدّي به إلى الشّعور بالعظمة، إنّه (ع) قد يملك نفسه في هذا الإطار، ولكن ماذا سيكون حال الولاة من بعده إذا رأوا منه هذا الشّيء؟!

"ومذلّة للمؤمن"؛ في الإسلام، المسلم عزيز، عليه أن لا يذلّ نفسه بهذه الطّريقة.

المشكلة أن تقاليد الحكّام والرعيّة سارت اليوم في هذا الاتجاه، بل لقد استحدثت طرقاً من التعظيم، وأشكالاً من الألقاب والاحترامات، دخلت في حجم التّقاليد، وأصبحت جزءاً من مسيرة الأُمّة، وهذا ما لا يقرّه الإسلام، فالإسلام يدعو إلى البساطة، البساطة بكلّ ما لهذه الكلمة من معنى.

إنَّ الإمام عليّاً (ع) حينما كان يُمدَح من قبل النّاس، كان يتألّم ويعود إلى الله تعالى ليبتهل بالقول: "اللّهمَّ اجعلني خيراً مما يظنّون، واغفر لي ما لا يعلمون"2.

وجاءه رجل آخر - وكان يعتقد أنّه يتزلّف إليه ولا يؤمن بما يقوله - وأخذ يمدحه مدحاً كثيراً، ويغمره بالألقاب والاحترامات، فانزعج منه الإمام وأجابه بصراحته المعهودة:

"يا هذا، أنا دونَ ما تقول، وفوق ما في نفسك"3.

قال له: أنا أقلُّ مما تحكي، وأنا أعرف أنّك لا تعتقد ذلك فيَّ، أنا أعظم مما في أنفسكم، مستواي أكبر مما تؤمن به، ولكن أنا دون ما تقول، فكفَّ عن هذا المقال.

*من كتاب (من أجل الإسلام).

[1]نهج البلاغة، ج2، ص 13.

[2]عيون الحكم والمواعظ، الواسطي، ص 65.

[3]نهج البلاغة، الحكمة 80.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية