دينية
26/02/2017

هل من شيء يمنع غيرة المرأة؟!

هل من شيء يمنع غيرة المرأة؟!

استشارة..

طالما أنَّ الله أباح التعدّد للرَّجل، فلماذا لم يجعل المرأة قادرة من النّاحية البيولوجيّة على تحمّل الأمر، بحيث لا تشعر بالغيرة بشكل حادّ؟

وجواب..

تعرَّف الغيرة بأنها أسلوب للتّعبير عن الحبّ وعن مشاعرنا تجاه من نحبّ، والغيرة من الغرائز الّتي أودعها الله في النفس البشريّة، القليل منها محبَّب، والكثير منها مدمِّر، وتختلف من امرأة إلى أخرى، ومن رجل إلى آخر.

عن رسول الله(ص): "من الغيرة ما يحبّ الله، ومنها ما يكره الله"..

وقد أفاضت الأحاديث الشّريفة حول هذا الموضوع أيضاً. فعن الإمام الصّادق(ع) أنه قال: "قال رسول الله(ص): إنّ الجنّة ليوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام، ولا يجدها عاقّ، ولا ديوث... قيل: يا رسول الله، وما الدّيوث؟ قال: الذي تزني امرأته وهو يعلم بها".

وعن الغيرة المذمومة للمرأة، فقد ورد عن الإمام عليّ(ع): "غيرة المرأة كفر".

والميل تجاه النساء أمر طبيعي لدى الرجال، مستعيناً بالتشريع أحياناً، وقد يكون في طريق مشروع (زواج ثان أو منقطع)، أو من طريق محرَّم.

والمؤمن الحقّ هو من يلتزم بالضّوابط ويتعفّف في علاقاته ونظراته، ولا يظلم من حوله. وليعلم أنّ الله عندما أعطاه حقّ التعدّد، إنما ضمن شروط خاصّة، وإلا يكون بخلاف العدل.. فالزواج الثاني ليس مجرّد رغبة أو نزوة.

ومن النصائح التي تساعد المرأة في هذا المجال: تعزيز الثّقة بالنفس، وأن لا تجعل الرجل محور حياتها بأكملها، بل أن تجعل لنفسها المساحة بالخروج والعمل.

وإضافةً إلى ذلك، أقول لكلّ امرأة ابتليت بالغيرة الزائدة عن حدّها، أن تجاهد نفسها، وتحتسب أجرها عند الله مقابل صبرها على ذلك.

كما وتستطيع المرأة بأسلوبها ولباقتها أن تجذب زوجها إليها، وأن يكون ميله إليها أكثر من ميله إلى ضرّتها. في المقابل، على الزوج المعدِّد أن لا يشعر زوجاته بأنّه يميل إلى إحداهنّ أكثر من الأخرى.

وقد يختلف التعدّد من بلد إلى آخر، بحسب العرف والعادات والتقاليد والبيئة الاجتماعية، فنجد مثلاً أنّ التعدّد في أفريقيا ودول الخليج أمر طبيعي، بل أكثر من ذلك، إذا كان بإمكان الرجل أن يتزوّج أكثر من امرأة ولا يتزوّج، ينعتونه بالنّقص.

بينما لا نجد ذلك في بيئتنا في لبنان، بسسب تعدّد الطوائف والأديان والتربية الّتي نشأت عليها المرأة، من اعتبار التعدّد شيئاً سيّئاً ومعيباً.

النتيجة الّتي نختم بها، أنّنا لا نستطيع أن نقول لماذا لم يضع الله شيئاً في تركيبة المرأة تخفّف من غيرتها، فالله يبتلي عباده... والمرأة تتميّز بعاطفتها عن الرّجل في بعض النواحي، والرّجل يتميّز في بعض النّواحي، ليتكامل الدّوران في الحياة.

***

نوع الاستشارة: دينيّة.

تاريخها: 30 جمادى الأولى 1438هـ/ الموافق: 27 شباط 2017م.

المجيب عنها: السيّد شريف السيّد، باحث، وعضو المكتب الشّرعي في مكتب المرجع فضل الله(رض).

استشارة..

طالما أنَّ الله أباح التعدّد للرَّجل، فلماذا لم يجعل المرأة قادرة من النّاحية البيولوجيّة على تحمّل الأمر، بحيث لا تشعر بالغيرة بشكل حادّ؟

وجواب..

تعرَّف الغيرة بأنها أسلوب للتّعبير عن الحبّ وعن مشاعرنا تجاه من نحبّ، والغيرة من الغرائز الّتي أودعها الله في النفس البشريّة، القليل منها محبَّب، والكثير منها مدمِّر، وتختلف من امرأة إلى أخرى، ومن رجل إلى آخر.

عن رسول الله(ص): "من الغيرة ما يحبّ الله، ومنها ما يكره الله"..

وقد أفاضت الأحاديث الشّريفة حول هذا الموضوع أيضاً. فعن الإمام الصّادق(ع) أنه قال: "قال رسول الله(ص): إنّ الجنّة ليوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام، ولا يجدها عاقّ، ولا ديوث... قيل: يا رسول الله، وما الدّيوث؟ قال: الذي تزني امرأته وهو يعلم بها".

وعن الغيرة المذمومة للمرأة، فقد ورد عن الإمام عليّ(ع): "غيرة المرأة كفر".

والميل تجاه النساء أمر طبيعي لدى الرجال، مستعيناً بالتشريع أحياناً، وقد يكون في طريق مشروع (زواج ثان أو منقطع)، أو من طريق محرَّم.

والمؤمن الحقّ هو من يلتزم بالضّوابط ويتعفّف في علاقاته ونظراته، ولا يظلم من حوله. وليعلم أنّ الله عندما أعطاه حقّ التعدّد، إنما ضمن شروط خاصّة، وإلا يكون بخلاف العدل.. فالزواج الثاني ليس مجرّد رغبة أو نزوة.

ومن النصائح التي تساعد المرأة في هذا المجال: تعزيز الثّقة بالنفس، وأن لا تجعل الرجل محور حياتها بأكملها، بل أن تجعل لنفسها المساحة بالخروج والعمل.

وإضافةً إلى ذلك، أقول لكلّ امرأة ابتليت بالغيرة الزائدة عن حدّها، أن تجاهد نفسها، وتحتسب أجرها عند الله مقابل صبرها على ذلك.

كما وتستطيع المرأة بأسلوبها ولباقتها أن تجذب زوجها إليها، وأن يكون ميله إليها أكثر من ميله إلى ضرّتها. في المقابل، على الزوج المعدِّد أن لا يشعر زوجاته بأنّه يميل إلى إحداهنّ أكثر من الأخرى.

وقد يختلف التعدّد من بلد إلى آخر، بحسب العرف والعادات والتقاليد والبيئة الاجتماعية، فنجد مثلاً أنّ التعدّد في أفريقيا ودول الخليج أمر طبيعي، بل أكثر من ذلك، إذا كان بإمكان الرجل أن يتزوّج أكثر من امرأة ولا يتزوّج، ينعتونه بالنّقص.

بينما لا نجد ذلك في بيئتنا في لبنان، بسسب تعدّد الطوائف والأديان والتربية الّتي نشأت عليها المرأة، من اعتبار التعدّد شيئاً سيّئاً ومعيباً.

النتيجة الّتي نختم بها، أنّنا لا نستطيع أن نقول لماذا لم يضع الله شيئاً في تركيبة المرأة تخفّف من غيرتها، فالله يبتلي عباده... والمرأة تتميّز بعاطفتها عن الرّجل في بعض النواحي، والرّجل يتميّز في بعض النّواحي، ليتكامل الدّوران في الحياة.

***

نوع الاستشارة: دينيّة.

تاريخها: 30 جمادى الأولى 1438هـ/ الموافق: 27 شباط 2017م.

المجيب عنها: السيّد شريف السيّد، باحث، وعضو المكتب الشّرعي في مكتب المرجع فضل الله(رض).

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية