نبقى في رحاب الصّحيفة السجاديّة للإمام زين العابدين(ع)، وما فيها من آفاق تفتح قلوبنا وعقولنا على ذكر الله والتقرُّب إليه.
يقول(ع): "يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ، وَيا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ، وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الَمخْرَجُ اِلى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الأسْبابُ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضاءُ، وَمَضَتْ عَلى اِرادَتِكَ الأشْياءُ، فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ. اَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمّاتِ، واَنْتَ الْمَفْزَعُ في المُلِمّاتِ، لا يَنْدَفِعُ مِنْها اِلاّ ما دَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْها اِلاّ ما كَشَفْتَ، وَقَدْ نَزَلَ بي يا رَبِّ ما قَدْ تَكأَّدَني ثِقْلُهُ، وَاَلَمَّ بي ما قَدْ بَهَظَني حَمْلُهُ، وَبِقُدْرَتِكَ اَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ، وَبِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ اِلَيَّ، فَلا مُصْدِرَ لِما أوْرَدْتَ، وَلا صارِفَ لِما وَجَّهْتَ، وَلا فاتِحَ لِما أغْلَقْتَ، وَلا مُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ، وَلا مُيَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ، وَلا ناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ".
إنّ المشاكل والتحدّيات الكثيرة والمتنوّعة التي تواجه الإنسان، لا بدَّ له من مواجهتها من موقع الإيمان الرّاسخ بالله تعالى، من موقع الثقة به والتوكّل عليه، وطلب المغفرة واللّطف والرّحمة منه وحده، لأنّه وحده من بيده الأمور كلّها.
هذا هو الإيمان الّذي ينعش قلب المؤمن ويبعد عنه الهمّ والحزن، ويجعله في سكينةٍ وسلامٍ وأمان، مهما ضغطت عليه الظّروف لتكسره أو تعزله أو تخنقه، فهو ملجأ العباد، وإليه يفرّون ويلجأون.
فالإيمان بالله يدفعنا إلى التحلّي بروح الإرادة والمسؤوليّة والوعي في حلّ المشاكل والتّعقيدات، بنفس مطمئنّة وخطى ثابتة، وبصيرة من الأمر، عندما نفزع إلى الله وحده، حيث تهون كلّ الصّعاب أمام سلطانه وقدرته وحكمته في تصريف الأمر كلّه، لذا فهو تعالى ـ وحده ـ المدعوّ للمهمّات، والمفزع للملمّات، يكشف ما بنا من ضرّ من خلال إيماننا به وإخلاصنا له واستعانتنا به.
وأنت ـ يا ربّ ـ القادر على فتح أبواب الفرج لعبادك، من خلال رحمتك الّتي وسعت كلّ شيء، حتى لا يشعروا بالضّيق والهزيمة النفسيّة والروحيّة.
وأنت ـ يا ربّ ـ المريد المدبّر الحكيم، حيث الوجود كلّه خاضع لإرادتك الّتي تحرّك كلّ أوضاع خلقك..
وحول ما تقدَّم من دعاء، يقول العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) شارحاً: "يا ربّ، أنت ـ وحدك ـ الذي تحلّ العقد المستعصية التي تعقِّد واقع الحياة في دائرة المكاره الّتي لا يرتاح الإنسان إليها، وأنت الذي يتطلّع العباد إليك عندما تضيق بهم الأمور، وتُغلق عليهم الأبواب والنّوافذ.
يا ربّ، ما قيمة الصّعاب، مهما اشتدّت، أمام قدرتك؟ فهي ذليلة بكلّ عناصرها الذاتيّة أمامك.. أمَّا الأسباب؛ أسباب المشاكل وأسباب الحلّ، فهي الّتي أخذت مضمون السببيَّة من لطفك، وأنت الّذي أردت للحياة في نظامها الكوني الإنساني أن تتحرَّك من خلال السّنن التي أودعتها في الوجود كلّه، من خلال قانون السببيَّة في الأشياء..
فأنت المدعوّ للمهمّات من كلّ أمورنا الصّغيرة والكبيرة، الخاصّة والعامّة، فلا يندفع منها إلا ما أردت له أن يندفع، ولا ينكشف منها إلا ما شئت له أن ينكشف. أنا ـ يا ربّ ـ عبدك الذي أثقلته الهموم والمشاكل، وأنا ـ يا ربّ ـ الإنسان الّذي يحمل على ظهره أثقال البلاء، الّذي يشقّ حمله على الفكر والرّوح والشّعور، لأنّه يرهق كلّ إحساس الإنسان بالأمن والطّمأنينة.. وإذا اقتضت إرادتك أن تتحرّك الأوضاع في نطاق العسر، فمن الّذي ييسّرها، وإذا خذلت شخصاً في أيّة قضيّة، فمن الذي ينصره، فأنت الكافي من كلّ شيء ولا يكفي منه شيء".[كتاب آفاق الرّوح، ج:1، ص:189-192].
نتعلّم من هذا الدّعاء، أنه مهما ضاقت بنا السّبُل، فإنَّ الإيمان بالله والثّقة به يخفّفان عنا كلّ ضغط وضعف، وكلّما كان إيماننا بالله قويّاً وارتباطنا به عميقاً، عرفنا أكثر أهمية نصره وفرجه وتأييده وتيسيره لأمورنا، إذا ما أحسنّا الإخلاص والتّسليم له تعالى.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

نبقى في رحاب الصّحيفة السجاديّة للإمام زين العابدين(ع)، وما فيها من آفاق تفتح قلوبنا وعقولنا على ذكر الله والتقرُّب إليه.
يقول(ع): "يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ، وَيا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ، وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الَمخْرَجُ اِلى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الأسْبابُ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضاءُ، وَمَضَتْ عَلى اِرادَتِكَ الأشْياءُ، فَهِيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ. اَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمّاتِ، واَنْتَ الْمَفْزَعُ في المُلِمّاتِ، لا يَنْدَفِعُ مِنْها اِلاّ ما دَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْها اِلاّ ما كَشَفْتَ، وَقَدْ نَزَلَ بي يا رَبِّ ما قَدْ تَكأَّدَني ثِقْلُهُ، وَاَلَمَّ بي ما قَدْ بَهَظَني حَمْلُهُ، وَبِقُدْرَتِكَ اَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ، وَبِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ اِلَيَّ، فَلا مُصْدِرَ لِما أوْرَدْتَ، وَلا صارِفَ لِما وَجَّهْتَ، وَلا فاتِحَ لِما أغْلَقْتَ، وَلا مُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ، وَلا مُيَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ، وَلا ناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ".
إنّ المشاكل والتحدّيات الكثيرة والمتنوّعة التي تواجه الإنسان، لا بدَّ له من مواجهتها من موقع الإيمان الرّاسخ بالله تعالى، من موقع الثقة به والتوكّل عليه، وطلب المغفرة واللّطف والرّحمة منه وحده، لأنّه وحده من بيده الأمور كلّها.
هذا هو الإيمان الّذي ينعش قلب المؤمن ويبعد عنه الهمّ والحزن، ويجعله في سكينةٍ وسلامٍ وأمان، مهما ضغطت عليه الظّروف لتكسره أو تعزله أو تخنقه، فهو ملجأ العباد، وإليه يفرّون ويلجأون.
فالإيمان بالله يدفعنا إلى التحلّي بروح الإرادة والمسؤوليّة والوعي في حلّ المشاكل والتّعقيدات، بنفس مطمئنّة وخطى ثابتة، وبصيرة من الأمر، عندما نفزع إلى الله وحده، حيث تهون كلّ الصّعاب أمام سلطانه وقدرته وحكمته في تصريف الأمر كلّه، لذا فهو تعالى ـ وحده ـ المدعوّ للمهمّات، والمفزع للملمّات، يكشف ما بنا من ضرّ من خلال إيماننا به وإخلاصنا له واستعانتنا به.
وأنت ـ يا ربّ ـ القادر على فتح أبواب الفرج لعبادك، من خلال رحمتك الّتي وسعت كلّ شيء، حتى لا يشعروا بالضّيق والهزيمة النفسيّة والروحيّة.
وأنت ـ يا ربّ ـ المريد المدبّر الحكيم، حيث الوجود كلّه خاضع لإرادتك الّتي تحرّك كلّ أوضاع خلقك..
وحول ما تقدَّم من دعاء، يقول العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) شارحاً: "يا ربّ، أنت ـ وحدك ـ الذي تحلّ العقد المستعصية التي تعقِّد واقع الحياة في دائرة المكاره الّتي لا يرتاح الإنسان إليها، وأنت الذي يتطلّع العباد إليك عندما تضيق بهم الأمور، وتُغلق عليهم الأبواب والنّوافذ.
يا ربّ، ما قيمة الصّعاب، مهما اشتدّت، أمام قدرتك؟ فهي ذليلة بكلّ عناصرها الذاتيّة أمامك.. أمَّا الأسباب؛ أسباب المشاكل وأسباب الحلّ، فهي الّتي أخذت مضمون السببيَّة من لطفك، وأنت الّذي أردت للحياة في نظامها الكوني الإنساني أن تتحرَّك من خلال السّنن التي أودعتها في الوجود كلّه، من خلال قانون السببيَّة في الأشياء..
فأنت المدعوّ للمهمّات من كلّ أمورنا الصّغيرة والكبيرة، الخاصّة والعامّة، فلا يندفع منها إلا ما أردت له أن يندفع، ولا ينكشف منها إلا ما شئت له أن ينكشف. أنا ـ يا ربّ ـ عبدك الذي أثقلته الهموم والمشاكل، وأنا ـ يا ربّ ـ الإنسان الّذي يحمل على ظهره أثقال البلاء، الّذي يشقّ حمله على الفكر والرّوح والشّعور، لأنّه يرهق كلّ إحساس الإنسان بالأمن والطّمأنينة.. وإذا اقتضت إرادتك أن تتحرّك الأوضاع في نطاق العسر، فمن الّذي ييسّرها، وإذا خذلت شخصاً في أيّة قضيّة، فمن الذي ينصره، فأنت الكافي من كلّ شيء ولا يكفي منه شيء".[كتاب آفاق الرّوح، ج:1، ص:189-192].
نتعلّم من هذا الدّعاء، أنه مهما ضاقت بنا السّبُل، فإنَّ الإيمان بالله والثّقة به يخفّفان عنا كلّ ضغط وضعف، وكلّما كان إيماننا بالله قويّاً وارتباطنا به عميقاً، عرفنا أكثر أهمية نصره وفرجه وتأييده وتيسيره لأمورنا، إذا ما أحسنّا الإخلاص والتّسليم له تعالى.
إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.