فلنكُن ممّن ينالون خير الدّنيا والآخرة

فلنكُن ممّن ينالون خير الدّنيا والآخرة

نتابع عرض ما جاء في خطب أمير المؤمنين عليّ(ع) في نهج البلاغة، وما أشار إليه من معانٍ تدفعنا إلى القراءة والتدبّر والوعي والاعتبار.

يقول(ع) في إحدى خطبه الشّريفة:

"أمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْأَمْرَ يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ كَقَطَرَاتِ الْمَطَرِ إِلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا قُسِمَ لَهَا مِنْ زِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ، فإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ لِأَخِيهِ غَفِيرَةً في أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ، فَلاَ تَكُونَنَّ لَهُ فِتْنَةً، فَإِنَّ المَرْءَ الْمُسْلِمَ مَا لَمْ يَغْشَ دَنَاءَةً تَظْهَرُ فَيَخْشَعُ لَهَا إِذَا ذُكِرَتْ، وَيُغْرَى بهَا لِئَامُ النَّاسِ، كانَ كَالْفَالِجِ اليَاسِرِ الَّذِي يَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِهِ تُوجِبُ لَهُ الْمَغْنَمَ، وَيُرْفَعُ بَهَا عَنْهُ المَغْرَمُ. وَكَذْلِكَ الْمَرْءُ المُسْلِمُ البَرِيءُ مِنَ الْخِيَانَةِ يَنْتَظِرُ مِنَ اللهِ إِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ: إِمَّا دَاعِيَ اللهِ فَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لَهُ، وَإِمَّا رِزْقَ اللهِ، فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْلٍ وَمَالٍ، وَمَعَهُ دِينُهُ وَحَسَبُهُ. إِنَّ المَالَ وَالْبَنِينَ حَرْثُ الدُّنْيَا، وَالعَمَلَ الصَّالِحَ حَرْثُ الآخِرَةِ، وَقَدْ يَجْمَعُهُمَا اللهُ لأقْوَام، فَاحْذَرُوا مِنَ اللهِ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ، وَاخْشَوْهُ خَشْيَةً لَيْسَتُ بَتَعْذِير، وَاعْمَلُوا في غَيْرِ رِيَاء وَلاَ سُمْعَة، فَإِنَّهُ مَنْ يَعْمَلْ لِغَيْرِ اللهِ، يَكِلْهُ اللهُ إِلَى مَنْ عَمِلَ لَهُ. نَسْأَلُ اللهَ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَمُعَايَشَةَ السُّعَدَاءِ، وَمُرَافَقَةَ الأنْبِيَاءِ".

يشير الإمام(ع) إلى مسألة الرّزق، وأنّه مقدَّر من الله تعالى وحده، قسَّمه بين عباده، وبين زيادةٍ ونقصان، فما من رزقٍ إلا وفيه قضاء وتدبير من الله تعالى، يعلم حكمته وأبعاده ونتائجه، فحكمة الله جرت أن يربط المسبِّبات بأسبابها، والنتائج بمقدّماتها، وكلّ ما يسعى إليه الإنسان من عمل يمكن أن يحقق له النتائج بمشيئة الله ورعايته.

"فإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ لِأَخِيهِ غَفِيرَةً في أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ فَلاَ تَكُونَنَّ لَهُ فِتْنَةً"، دلالة إلى عدم الغيرة والحسد من النّاس الذين رزقهم الله السّعَة في المال والأولاد والأعوان والآجال، مخافة الوقوع في الفتنة.

"فَإِنَّ المَرْءَ الْمُسْلِمَ مَا لَمْ يَغْشَ دَنَاءَةً تَظْهَرُ"، أي إذا لم يرتكب خطيئة يخجل منها "إِذَا ذُكِرَتْ"، أي يغيب عن الأنظار خجلاً من ذلك، "وَيُغْرَى بهَا لِئَامُ النَّاسِ"، أي لا يجعل للخطيئة عليه سبيلاً يحمل النّاس من خلالها على عيبه وذمِّه وهتك حرمته.

"كانَ كَالْفَالِجِ اليَاسِرِ الَّذِي يَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِهِ تُوجِبُ لَهُ الْمَغْنَمَ، وَيُرْفَعُ بَهَا عَنْهُ المَغْرَمُ"، وصفٌ لحال الذي يكسب الخطايا، فحاله حال المُقامر الرّابح، ينتظر نفعاً أو ربحاً له.

"وَكَذْلِكَ الْمَرْءُ المُسْلِمُ البَرِيءُ مِنَ الْخِيَانَةِ، يَنْتَظِرُ مِنَ اللهِ إِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ"، فحال المسلم الذي لم يخن عهد الله في حلاله وحرامه، كحال المقامر الرّابح، فذاك ينتظر نفعاً دنيويّاً زائلاً، وهذا المسلم ينتظر إحدى الحسنيين، وهما حسنات الدّنيا وحسنات الآخرة، "إِمَّا دَاعِيَ اللهِ فَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لَهُ"، أي أنّ حسنات الآخرة أبقى، "وإمَّا رِزْقَ اللهِ، فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْلٍ وَمَالٍ، وَمَعَهُ دِينُهُ وَحَسَبُهُ"، أي يجعله الله تعالى سعيداً في حياته، بما يفتح عليه من الخيرات والبركات في أهله وماله.

"إِنَّ المَالَ وَالْبَنِينَ حَرْثُ الدُّنْيَا، وَالعَمَلَ الصَّالِحَ حَرْثُ الآخِرَةِ، وَقَدْ يَجْمَعُهُمَا اللهُ لأقْوَام"، فحرث الدنيا غير مقيم وسرعان ما يزول، وحرث الآخرة باقٍ بلا زوال، والله يجمع خير الدّنيا خير الآخرة لأناسٍ صبروا وجاهدوا وآمنوا بالله وعملوا صالحاً.

"فَاحْذَرُوا مِنَ اللهِ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ"، فلنحذر من الفتنة والانحراف عن سبيل الله، حتى لا يصيبنا سخط الله تعالى، "وَاخْشَوْهُ خَشْيَةً لَيْسَتُ بَتَعْذِير"، فمن خاف الله فعلاً، التزم حدوده، ولم يعتذر أمامه بالأعذار الواهية، فمن يخف الله حقّاً يلتزم العمل الصّالح، ولا يوقع نفسه في الشّبهات، ليجيء بعده معتذراً بأعذارٍ واهية أمام الله تعالى.

"وَاعْمَلُوا في غَيْرِ رِيَاء وَلاَ سُمْعَة". فالسمعة والرّياء يذهبان بصفاء العمل الصّالح، ويخرجان الإنسان عن جادة الحقّ والإخلاص.

"فَإِنَّهُ مَنْ يَعْمَلْ لِغَيْرِ اللهِ، يَكِلْهُ اللهُ إِلَى مَنْ عَمِلَ لَهُ"، أي لا يقع أجره على الله تعالى، لأنّه عمل لغير وجه الله، وتصرّف في غير طاعته.

فلنكن ممّن يحذرون الفتنة ومخالفة حدود الله، ولنكن فعلاً وقولاً من المؤمنين المخلصين لله تعالى بلا سمعة ولا رياء، وأن نخشاه حقّ الخشية، وأن نخلص لوجهه الكريم، وأن نعمل كي نحصل على خير الدّنيا وخير الاخرة، وأن نسأل الله أن يوفّقنا لذلك، من خلال القلوب السّليمة، والعقول النيِّرة المنفتحة، والنّوايا الصّادقة المخلصة، والأعمال الصّالحة النّافعة، وحتى نكون من السّعداء في الدّنيا، الّذين رزقهم الله البركة في كلّ شيء، والسّعداء في الآخرة، حيث النّعيم والرّضوان.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

نتابع عرض ما جاء في خطب أمير المؤمنين عليّ(ع) في نهج البلاغة، وما أشار إليه من معانٍ تدفعنا إلى القراءة والتدبّر والوعي والاعتبار.

يقول(ع) في إحدى خطبه الشّريفة:

"أمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْأَمْرَ يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ كَقَطَرَاتِ الْمَطَرِ إِلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا قُسِمَ لَهَا مِنْ زِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ، فإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ لِأَخِيهِ غَفِيرَةً في أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ، فَلاَ تَكُونَنَّ لَهُ فِتْنَةً، فَإِنَّ المَرْءَ الْمُسْلِمَ مَا لَمْ يَغْشَ دَنَاءَةً تَظْهَرُ فَيَخْشَعُ لَهَا إِذَا ذُكِرَتْ، وَيُغْرَى بهَا لِئَامُ النَّاسِ، كانَ كَالْفَالِجِ اليَاسِرِ الَّذِي يَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِهِ تُوجِبُ لَهُ الْمَغْنَمَ، وَيُرْفَعُ بَهَا عَنْهُ المَغْرَمُ. وَكَذْلِكَ الْمَرْءُ المُسْلِمُ البَرِيءُ مِنَ الْخِيَانَةِ يَنْتَظِرُ مِنَ اللهِ إِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ: إِمَّا دَاعِيَ اللهِ فَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لَهُ، وَإِمَّا رِزْقَ اللهِ، فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْلٍ وَمَالٍ، وَمَعَهُ دِينُهُ وَحَسَبُهُ. إِنَّ المَالَ وَالْبَنِينَ حَرْثُ الدُّنْيَا، وَالعَمَلَ الصَّالِحَ حَرْثُ الآخِرَةِ، وَقَدْ يَجْمَعُهُمَا اللهُ لأقْوَام، فَاحْذَرُوا مِنَ اللهِ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ، وَاخْشَوْهُ خَشْيَةً لَيْسَتُ بَتَعْذِير، وَاعْمَلُوا في غَيْرِ رِيَاء وَلاَ سُمْعَة، فَإِنَّهُ مَنْ يَعْمَلْ لِغَيْرِ اللهِ، يَكِلْهُ اللهُ إِلَى مَنْ عَمِلَ لَهُ. نَسْأَلُ اللهَ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَمُعَايَشَةَ السُّعَدَاءِ، وَمُرَافَقَةَ الأنْبِيَاءِ".

يشير الإمام(ع) إلى مسألة الرّزق، وأنّه مقدَّر من الله تعالى وحده، قسَّمه بين عباده، وبين زيادةٍ ونقصان، فما من رزقٍ إلا وفيه قضاء وتدبير من الله تعالى، يعلم حكمته وأبعاده ونتائجه، فحكمة الله جرت أن يربط المسبِّبات بأسبابها، والنتائج بمقدّماتها، وكلّ ما يسعى إليه الإنسان من عمل يمكن أن يحقق له النتائج بمشيئة الله ورعايته.

"فإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ لِأَخِيهِ غَفِيرَةً في أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ نَفْسٍ فَلاَ تَكُونَنَّ لَهُ فِتْنَةً"، دلالة إلى عدم الغيرة والحسد من النّاس الذين رزقهم الله السّعَة في المال والأولاد والأعوان والآجال، مخافة الوقوع في الفتنة.

"فَإِنَّ المَرْءَ الْمُسْلِمَ مَا لَمْ يَغْشَ دَنَاءَةً تَظْهَرُ"، أي إذا لم يرتكب خطيئة يخجل منها "إِذَا ذُكِرَتْ"، أي يغيب عن الأنظار خجلاً من ذلك، "وَيُغْرَى بهَا لِئَامُ النَّاسِ"، أي لا يجعل للخطيئة عليه سبيلاً يحمل النّاس من خلالها على عيبه وذمِّه وهتك حرمته.

"كانَ كَالْفَالِجِ اليَاسِرِ الَّذِي يَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِهِ تُوجِبُ لَهُ الْمَغْنَمَ، وَيُرْفَعُ بَهَا عَنْهُ المَغْرَمُ"، وصفٌ لحال الذي يكسب الخطايا، فحاله حال المُقامر الرّابح، ينتظر نفعاً أو ربحاً له.

"وَكَذْلِكَ الْمَرْءُ المُسْلِمُ البَرِيءُ مِنَ الْخِيَانَةِ، يَنْتَظِرُ مِنَ اللهِ إِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ"، فحال المسلم الذي لم يخن عهد الله في حلاله وحرامه، كحال المقامر الرّابح، فذاك ينتظر نفعاً دنيويّاً زائلاً، وهذا المسلم ينتظر إحدى الحسنيين، وهما حسنات الدّنيا وحسنات الآخرة، "إِمَّا دَاعِيَ اللهِ فَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لَهُ"، أي أنّ حسنات الآخرة أبقى، "وإمَّا رِزْقَ اللهِ، فَإِذَا هُوَ ذُو أَهْلٍ وَمَالٍ، وَمَعَهُ دِينُهُ وَحَسَبُهُ"، أي يجعله الله تعالى سعيداً في حياته، بما يفتح عليه من الخيرات والبركات في أهله وماله.

"إِنَّ المَالَ وَالْبَنِينَ حَرْثُ الدُّنْيَا، وَالعَمَلَ الصَّالِحَ حَرْثُ الآخِرَةِ، وَقَدْ يَجْمَعُهُمَا اللهُ لأقْوَام"، فحرث الدنيا غير مقيم وسرعان ما يزول، وحرث الآخرة باقٍ بلا زوال، والله يجمع خير الدّنيا خير الآخرة لأناسٍ صبروا وجاهدوا وآمنوا بالله وعملوا صالحاً.

"فَاحْذَرُوا مِنَ اللهِ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ"، فلنحذر من الفتنة والانحراف عن سبيل الله، حتى لا يصيبنا سخط الله تعالى، "وَاخْشَوْهُ خَشْيَةً لَيْسَتُ بَتَعْذِير"، فمن خاف الله فعلاً، التزم حدوده، ولم يعتذر أمامه بالأعذار الواهية، فمن يخف الله حقّاً يلتزم العمل الصّالح، ولا يوقع نفسه في الشّبهات، ليجيء بعده معتذراً بأعذارٍ واهية أمام الله تعالى.

"وَاعْمَلُوا في غَيْرِ رِيَاء وَلاَ سُمْعَة". فالسمعة والرّياء يذهبان بصفاء العمل الصّالح، ويخرجان الإنسان عن جادة الحقّ والإخلاص.

"فَإِنَّهُ مَنْ يَعْمَلْ لِغَيْرِ اللهِ، يَكِلْهُ اللهُ إِلَى مَنْ عَمِلَ لَهُ"، أي لا يقع أجره على الله تعالى، لأنّه عمل لغير وجه الله، وتصرّف في غير طاعته.

فلنكن ممّن يحذرون الفتنة ومخالفة حدود الله، ولنكن فعلاً وقولاً من المؤمنين المخلصين لله تعالى بلا سمعة ولا رياء، وأن نخشاه حقّ الخشية، وأن نخلص لوجهه الكريم، وأن نعمل كي نحصل على خير الدّنيا وخير الاخرة، وأن نسأل الله أن يوفّقنا لذلك، من خلال القلوب السّليمة، والعقول النيِّرة المنفتحة، والنّوايا الصّادقة المخلصة، والأعمال الصّالحة النّافعة، وحتى نكون من السّعداء في الدّنيا، الّذين رزقهم الله البركة في كلّ شيء، والسّعداء في الآخرة، حيث النّعيم والرّضوان.

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية