نتعلّم من وصايا أمير المؤمنين عليّ(ع) الكثير من العظات والدّروس العملية التي تحثّنا على التحلّي بالمسؤوليّة، وتأكيد روح الإيمان في نفوسنا، من خلال الاستقامة والثبات على الحقّ في كلّ ميادين الحياة.
جاء الصحابي الجليل أبو ذرّ الغفاري إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) في أمر نفيه إلى الربذة، فقال له الإمام(ع): "يا أبا ذرّ، إنك قد غضبت لله، فارجُ من غضبت له، إنَّ القوم خافوك على دنياهم، وخفتهم على دينك، فاهرب بدينك بما خفتهم عليه، واترك لهم ما خافوك عليه، فما أحوجهم إلى ما منعتهم! وما أغناك عمَّا منعوك!".
في هذه الوصيَّة، يؤكّد الأمير(ع) على الغضب لله كمظهر إيمانيّ، فعندما يصطدم المؤمن بموقفٍ باطلٍ أو سلوكٍ فاسدٍ أو مشاعر منحرفة من قبل الآخرين، فإنه ينتفض للحقّ، ولا يرضى بكلّ ما ينهى الله عنه، إذ يعمل من أجل تثبيت كلمة الله، وتبيان معالم دينه، وحفظ حدوده، والدّفاع عن الحقوق وأهلها بما يملك من قوّة. فالمؤمن يرجو الله دائماً، ويحسب حسابه في كلّ خطوة وحركة وموقف وعمل يقوم به، فلا يتأثر بكلّ ما من شأنه ثنيه عن إيمانه وواجباته تجاه ربّه والنّاس من حوله.
المؤمن يخاف على دينه، لذا هو دائم الحرص على أن يسلم بدينه بعيداً من كلّ من يعمل على الضّغط عليه من خلال مغريات دنيويّة وشهوات ونزوات. من هنا، فهو متمسّك بدينه، يحافظ عليه بكلّ مصداقيّة وأمانة، وبكلّ طريقة ممكنة، حتى يكون بالفعل موضع رضا الله، وموضع العبوديّة الحقّة له، فهو لا يدنّس نفسه بالذّنوب، ولا يظلم ولا يفتن ولا يكذب ولا يسرق ولا يشهد بالزّور، فيما نرى أهل الدّنيا منقطعين لملذّاتهم، غافلين عن مسؤولياتهم وواجباتهم أمام الله، يحركون كلّ طاقاتهم في سبيل التمسك بالمظاهر الدنيوية الفانية، لذا تجدهم أشدّ الناس حرصاً وخوفاً على ثرواتهم ووجاهتم ومراكزهم وأنانيّاتهم، وهم مستعدّون لفعل أيّ شيء من أجل ذلك، ولو كان فيه سخط لله، فهم يسعون بالفتنة بين الناس، وينشرون الفساد والأباطيل، ويشهدون بالزّور، ويغتابون الناس، ويفترون الكذب في كلّ شيء، ويمارسون البغي والعدوان.
فما أحوج الناس إلى أن يكونوا من أهل الدّين، الّذين يديرون الحياة كما أراد الله تعالى! عبر الالتزام بالقيم والأخلاقيّات الدينيّة والإنسانية التي تؤكّد أصالتهم والتزامهم ومسوؤليّاتهم أمام الله تعالى، بعيداً من الانجراف وراء المظاهر الخادعة الّتي تحاول حرف الإنسان عن إخلاصه وعبوديّته الحقّة لله تعالى، بما يعكسه ذلك من وعي للواجبات تجاه الله والحياة والنّاس.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
نتعلّم من وصايا أمير المؤمنين عليّ(ع) الكثير من العظات والدّروس العملية التي تحثّنا على التحلّي بالمسؤوليّة، وتأكيد روح الإيمان في نفوسنا، من خلال الاستقامة والثبات على الحقّ في كلّ ميادين الحياة.
جاء الصحابي الجليل أبو ذرّ الغفاري إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) في أمر نفيه إلى الربذة، فقال له الإمام(ع): "يا أبا ذرّ، إنك قد غضبت لله، فارجُ من غضبت له، إنَّ القوم خافوك على دنياهم، وخفتهم على دينك، فاهرب بدينك بما خفتهم عليه، واترك لهم ما خافوك عليه، فما أحوجهم إلى ما منعتهم! وما أغناك عمَّا منعوك!".
في هذه الوصيَّة، يؤكّد الأمير(ع) على الغضب لله كمظهر إيمانيّ، فعندما يصطدم المؤمن بموقفٍ باطلٍ أو سلوكٍ فاسدٍ أو مشاعر منحرفة من قبل الآخرين، فإنه ينتفض للحقّ، ولا يرضى بكلّ ما ينهى الله عنه، إذ يعمل من أجل تثبيت كلمة الله، وتبيان معالم دينه، وحفظ حدوده، والدّفاع عن الحقوق وأهلها بما يملك من قوّة. فالمؤمن يرجو الله دائماً، ويحسب حسابه في كلّ خطوة وحركة وموقف وعمل يقوم به، فلا يتأثر بكلّ ما من شأنه ثنيه عن إيمانه وواجباته تجاه ربّه والنّاس من حوله.
المؤمن يخاف على دينه، لذا هو دائم الحرص على أن يسلم بدينه بعيداً من كلّ من يعمل على الضّغط عليه من خلال مغريات دنيويّة وشهوات ونزوات. من هنا، فهو متمسّك بدينه، يحافظ عليه بكلّ مصداقيّة وأمانة، وبكلّ طريقة ممكنة، حتى يكون بالفعل موضع رضا الله، وموضع العبوديّة الحقّة له، فهو لا يدنّس نفسه بالذّنوب، ولا يظلم ولا يفتن ولا يكذب ولا يسرق ولا يشهد بالزّور، فيما نرى أهل الدّنيا منقطعين لملذّاتهم، غافلين عن مسؤولياتهم وواجباتهم أمام الله، يحركون كلّ طاقاتهم في سبيل التمسك بالمظاهر الدنيوية الفانية، لذا تجدهم أشدّ الناس حرصاً وخوفاً على ثرواتهم ووجاهتم ومراكزهم وأنانيّاتهم، وهم مستعدّون لفعل أيّ شيء من أجل ذلك، ولو كان فيه سخط لله، فهم يسعون بالفتنة بين الناس، وينشرون الفساد والأباطيل، ويشهدون بالزّور، ويغتابون الناس، ويفترون الكذب في كلّ شيء، ويمارسون البغي والعدوان.
فما أحوج الناس إلى أن يكونوا من أهل الدّين، الّذين يديرون الحياة كما أراد الله تعالى! عبر الالتزام بالقيم والأخلاقيّات الدينيّة والإنسانية التي تؤكّد أصالتهم والتزامهم ومسوؤليّاتهم أمام الله تعالى، بعيداً من الانجراف وراء المظاهر الخادعة الّتي تحاول حرف الإنسان عن إخلاصه وعبوديّته الحقّة لله تعالى، بما يعكسه ذلك من وعي للواجبات تجاه الله والحياة والنّاس.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.