هل نحن عمَّال الله تعالى؟

هل نحن عمَّال الله تعالى؟

يتوجّه كلّ إنسان إلى عمله، كلّ له عمل واختصاص في شركة أو منصب أو مؤسّسة أو حقل أو مصنع أو تجارة أو صناعة، وإذا ما سألت أحداً، فإنه يجيبك بقوله: أنا أعمل عند فلان أو عند هذه الجهة أو في هذه الأرض...

والسؤال: هل لله عمّال يعملون لوجهه الكريم؟ وإن كان الأمر كذلك، فهل نحن فعلاً عمال لله في حياتنا؟

إنّ الله تعالى لا تنفعه طاعة من أطاعه، ولا تضرّه معصية من عصاه، ولكنّه يحبّ لعباده أن يكونوا ربّانيين متنافسين في عمل الخير والبرّ، صلحاء في مجتمعهم، يطبّقون حدود الله في دنياهم، بما يجعلهم فعلاً عمّالاً لله تعالى.

يريدهم أبراراً أحراراً من كلّ سطوة نزوة أو سلطة شهوة وعصبيّة وأنانيّة، منعتقين من كلّ فتنة مال وولد، يعملون بإخلاص لبلوغ رحمته وطلب مرضاته، ينطلقون في الحياة بهمَّة ومسؤوليَّة ووعي، عاملين لله وحده وابتغاء مرضاته، فلا يظلمون ولا يكذبون ولا يغتابون، ولا يفتنون بين الناس، ولا يغشّون ولا يسرقون ولا يعتدون على الكرامات والأموال والأنفس والأعراض، ينشرون الفضائل ويساعدون المحتاج، ويقدّمون للحياة كلّ نفع من علمهم وعقلهم ومشاعرهم الرّحيمة، هؤلاء انقطعوا لخدمة عيال الله والحياة، فكانوا بصدق عمّالاً حقيقيين لله تعالى، يعملون في أرضه بالعدل والإحسان.

يوصينا العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) بأن نكون فعلاً من عمّال الله الذين يتنافسون في فعل الخيرات واكتساب الحسنات. يقول سماحته :

"أيّها الأحبّة، نحن في هذ الدّنيا عمّال الله: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}، وكلّ إنسان يأخذ حجم عمله {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}، نحن سائرون إلى الله ونحن في رقابة الله ورسوله والمؤمنين {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}، ويفحص كلّ واحد كتابه قبل أن يُقال له {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}، وبعد ذلك، عندما تعرفون حجم رصيدكم في الآخرة، اتّقوا الله فيما تستقبلون من عمركم {إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ}، نسوه في لسانهم، ونسوه في عقولهم، ونسوه في قلوبهم، ونسوه في علاقاتهم وفي معاملاتهم وفي كلّ أوضاعهم، فأنساهم أنفسهم، لأنّك إذا ذكرت ربّك وذكرت موقعك من ربّك، ذكرت مسؤوليتك أمام ربّك، وذكرت وقوفك أمام ربّك، وأما إذا نسيت ربّك، نسيت نفسك في مسؤوليتها كلها {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. ماذا تريدون؟ هل تريدون الجنّة؟ تذكّروا أنّ للجنّة شروطها، وهل تريدون الابتعاد عن النّار؟ تذكّروا أنّ للنّار حذرها {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}، {وفي ذلِكَ فلْيَتَنافَسِ المتنافِسون}". [كتاب النّدوة، ج 5، ص 112].

فلنسع كي نكون من عمّال الله المخلصين السّاعين في بلاده بأفعالهم وسلوكيّاتهم الملتزمة بالحقّ والعدل والرّحمة والخير، ولنستغلّ العمر في التنافس على كلّ ما يقرّبنا من الله تعالى، ويجعلنا نبلغ رضاه. فالتجارة المربحة والعمل الحقيقيّ الباقي بأجره وثوابه، هما عند الله تعالى، عندما نقف بين يديه للحساب والسّؤال.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

يتوجّه كلّ إنسان إلى عمله، كلّ له عمل واختصاص في شركة أو منصب أو مؤسّسة أو حقل أو مصنع أو تجارة أو صناعة، وإذا ما سألت أحداً، فإنه يجيبك بقوله: أنا أعمل عند فلان أو عند هذه الجهة أو في هذه الأرض...

والسؤال: هل لله عمّال يعملون لوجهه الكريم؟ وإن كان الأمر كذلك، فهل نحن فعلاً عمال لله في حياتنا؟

إنّ الله تعالى لا تنفعه طاعة من أطاعه، ولا تضرّه معصية من عصاه، ولكنّه يحبّ لعباده أن يكونوا ربّانيين متنافسين في عمل الخير والبرّ، صلحاء في مجتمعهم، يطبّقون حدود الله في دنياهم، بما يجعلهم فعلاً عمّالاً لله تعالى.

يريدهم أبراراً أحراراً من كلّ سطوة نزوة أو سلطة شهوة وعصبيّة وأنانيّة، منعتقين من كلّ فتنة مال وولد، يعملون بإخلاص لبلوغ رحمته وطلب مرضاته، ينطلقون في الحياة بهمَّة ومسؤوليَّة ووعي، عاملين لله وحده وابتغاء مرضاته، فلا يظلمون ولا يكذبون ولا يغتابون، ولا يفتنون بين الناس، ولا يغشّون ولا يسرقون ولا يعتدون على الكرامات والأموال والأنفس والأعراض، ينشرون الفضائل ويساعدون المحتاج، ويقدّمون للحياة كلّ نفع من علمهم وعقلهم ومشاعرهم الرّحيمة، هؤلاء انقطعوا لخدمة عيال الله والحياة، فكانوا بصدق عمّالاً حقيقيين لله تعالى، يعملون في أرضه بالعدل والإحسان.

يوصينا العلّامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) بأن نكون فعلاً من عمّال الله الذين يتنافسون في فعل الخيرات واكتساب الحسنات. يقول سماحته :

"أيّها الأحبّة، نحن في هذ الدّنيا عمّال الله: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ}، وكلّ إنسان يأخذ حجم عمله {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}، نحن سائرون إلى الله ونحن في رقابة الله ورسوله والمؤمنين {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}، ويفحص كلّ واحد كتابه قبل أن يُقال له {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}، وبعد ذلك، عندما تعرفون حجم رصيدكم في الآخرة، اتّقوا الله فيما تستقبلون من عمركم {إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ}، نسوه في لسانهم، ونسوه في عقولهم، ونسوه في قلوبهم، ونسوه في علاقاتهم وفي معاملاتهم وفي كلّ أوضاعهم، فأنساهم أنفسهم، لأنّك إذا ذكرت ربّك وذكرت موقعك من ربّك، ذكرت مسؤوليتك أمام ربّك، وذكرت وقوفك أمام ربّك، وأما إذا نسيت ربّك، نسيت نفسك في مسؤوليتها كلها {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. ماذا تريدون؟ هل تريدون الجنّة؟ تذكّروا أنّ للجنّة شروطها، وهل تريدون الابتعاد عن النّار؟ تذكّروا أنّ للنّار حذرها {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}، {وفي ذلِكَ فلْيَتَنافَسِ المتنافِسون}". [كتاب النّدوة، ج 5، ص 112].

فلنسع كي نكون من عمّال الله المخلصين السّاعين في بلاده بأفعالهم وسلوكيّاتهم الملتزمة بالحقّ والعدل والرّحمة والخير، ولنستغلّ العمر في التنافس على كلّ ما يقرّبنا من الله تعالى، ويجعلنا نبلغ رضاه. فالتجارة المربحة والعمل الحقيقيّ الباقي بأجره وثوابه، هما عند الله تعالى، عندما نقف بين يديه للحساب والسّؤال.

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية