نتعوّذ بالله من الشّيطان

نتعوّذ بالله من الشّيطان

"اللَّهُمَّ إنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ شَمِتَ بِنَا إذ شَايَعْنَاهُ علَى مَعْصِيَتِكَ، فصَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، ولاَ تُشْمِتْهُ بِنَا بَعْدَ تَرْكِنَا إيَّاهُ لَكَ ورَغْبَتِنَا عَنْهُ إلَيْكَ".

* * *

لقد كانت حكمتك ـ يا ربّ ـ أن يعيش الشيطان معنا، منذ أبينا آدم وأمّنا حوّاء، ليثير فينا الصراع بين الخير والشر، ليغوينا فيزيّن لنا القبيح ويقبّح لنا الحسن، وليدفعنا إلى السير في خطّ الانحراف عن صراطك المستقيم، فيبعدنا عن الطاعة ويقرّبنا من المعصية، ليخرجنا من الجنة، في ما نتطلّع إليه من ذلك، كما أخرج أبوينا منها، ولينـزع عنا لباس التقوى، كما نزع عنهما لباسهما، وليقودنا إلى عذاب السعير، وقد أجريته منّا مجرى الدّم في العروق، وسلّطته على الكثير من خفايانا وسرائرنا، فاستطاع أن يثير فينا الشهوات المحرّمة، ويقودنا إلى الأعمال الشريرة، ويبعدنا عن مواقع رضاك، فكنّا في بعض مراحل حياتنا ومواقع حركتنا، من أشياعه وأتباعه، بما كنا ننفّذه من خططه المهلكة، ووساوسه الخبيثة، فسقطنا في حبائله، وانطلقنا في خدعه وحيله، وعصيناك، تحت تأثير ذلك كلّه، ولكننا لم نجحد ربوبيتك، ولم نتعرّض لعقوبتك، ولم نستخفّ بأمرك، ولم نتهاون بوعيدك، ولكنها خطيئة عرضت لنا وسوّلت لنا أنفسنا الأمّارة بالسوء؛ ووقف الشيطان من بعيد يقهقه ويضحك، في موقف الشماتة التي تتحرّك من عداوته، لأنه انتصر علينا بإبعادنا عنك، كما أبعدته عنك بعد أن رفض السّجود لآدم، في خطته الممتدّة في امتداد الحياة.

ولكننا ـ يا ربّ ـ رجعنا إليك، واستغثنا بك، وتحركنا في خطّ رحمتك، وانطلقنا في آفاق هداك، ووقفنا وتمرّدنا عليه، وأفشلنا خططه، وقطّعنا حبائله، واكتشفنا خدعه، وتركناه يندب حظّه في سقوط مشروعه، ورغبنا عنه إليك بعد أن زالت عنا غشاوة الغفلة، وأشرق في عقولنا نور الهداية. فقوِّنا ـ يا ربّ ـ على الاستمرار في طريق التوبة، والثبات في مواقع الطاعة، ولا تضعفنا في إرادتنا، ولا تبعدنا عن الصراط المستقيم، حتى لا يشمت الشيطان بنا من جديد، فنحن في حماك وفي هداك، وفي الطريق إلى رضاك.

*من كتاب "آفاق الروح"، ج1، ص 222.

"اللَّهُمَّ إنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ شَمِتَ بِنَا إذ شَايَعْنَاهُ علَى مَعْصِيَتِكَ، فصَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، ولاَ تُشْمِتْهُ بِنَا بَعْدَ تَرْكِنَا إيَّاهُ لَكَ ورَغْبَتِنَا عَنْهُ إلَيْكَ".

* * *

لقد كانت حكمتك ـ يا ربّ ـ أن يعيش الشيطان معنا، منذ أبينا آدم وأمّنا حوّاء، ليثير فينا الصراع بين الخير والشر، ليغوينا فيزيّن لنا القبيح ويقبّح لنا الحسن، وليدفعنا إلى السير في خطّ الانحراف عن صراطك المستقيم، فيبعدنا عن الطاعة ويقرّبنا من المعصية، ليخرجنا من الجنة، في ما نتطلّع إليه من ذلك، كما أخرج أبوينا منها، ولينـزع عنا لباس التقوى، كما نزع عنهما لباسهما، وليقودنا إلى عذاب السعير، وقد أجريته منّا مجرى الدّم في العروق، وسلّطته على الكثير من خفايانا وسرائرنا، فاستطاع أن يثير فينا الشهوات المحرّمة، ويقودنا إلى الأعمال الشريرة، ويبعدنا عن مواقع رضاك، فكنّا في بعض مراحل حياتنا ومواقع حركتنا، من أشياعه وأتباعه، بما كنا ننفّذه من خططه المهلكة، ووساوسه الخبيثة، فسقطنا في حبائله، وانطلقنا في خدعه وحيله، وعصيناك، تحت تأثير ذلك كلّه، ولكننا لم نجحد ربوبيتك، ولم نتعرّض لعقوبتك، ولم نستخفّ بأمرك، ولم نتهاون بوعيدك، ولكنها خطيئة عرضت لنا وسوّلت لنا أنفسنا الأمّارة بالسوء؛ ووقف الشيطان من بعيد يقهقه ويضحك، في موقف الشماتة التي تتحرّك من عداوته، لأنه انتصر علينا بإبعادنا عنك، كما أبعدته عنك بعد أن رفض السّجود لآدم، في خطته الممتدّة في امتداد الحياة.

ولكننا ـ يا ربّ ـ رجعنا إليك، واستغثنا بك، وتحركنا في خطّ رحمتك، وانطلقنا في آفاق هداك، ووقفنا وتمرّدنا عليه، وأفشلنا خططه، وقطّعنا حبائله، واكتشفنا خدعه، وتركناه يندب حظّه في سقوط مشروعه، ورغبنا عنه إليك بعد أن زالت عنا غشاوة الغفلة، وأشرق في عقولنا نور الهداية. فقوِّنا ـ يا ربّ ـ على الاستمرار في طريق التوبة، والثبات في مواقع الطاعة، ولا تضعفنا في إرادتنا، ولا تبعدنا عن الصراط المستقيم، حتى لا يشمت الشيطان بنا من جديد، فنحن في حماك وفي هداك، وفي الطريق إلى رضاك.

*من كتاب "آفاق الروح"، ج1، ص 222.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية