ينطلق الإمام (ع) في هذا الجوّ الروحي في حمد الله، فكيف يحمد عليّ (ع) ربّه:
"اللّهمّ لك الحمد على ما تأخذ وتعطي"، فإنّ عطاءك هو عطاء الكريم الذي يفيض كرمه على عباده، وإنّ أخذك أخذ الحكيم الذي لا يأخذ إلا عن حكمة، وحكمته لا تبتعد عن رحمته، وإن لم يدرك النّاس معنى الرّحمة فيما يأخذه الله منهم.
"وعلى ما تعافي وتبتلي"، فمنك العافية، ومنك البلاء، ونحن نحمدك على البلاء كما نحمدك على العافية.
"حمداً يكون أرضى الحمد لك"، يمتدّ ويمتدّ ليكون مبلغ رضاك، "وأحبّ الحمد إليك، وأفضل الحمد عندك، حمداً يملأ ما خلقت، ويبلغ ما أردت، حمداً لا يحجب عنك، ولا يقصر دونك"، فكأنّه يقول: يا ربّ، أنا لا أملك الكلمات الدّقيقة التي يمكن أن تجمع كلّ ما تستحقّه من حمد.
ولذلك يا ربّ، وأنا أتحدّث عن حمد هو أرضى من ذلك، وعن حمد يبلغ ما عندك، وأنت تعرف يا ربّ آفاق ذلك الحمد الذي لا أعرفه إلا بالكلمات المطلقة "حمداً لا ينقطع عدده، ولا يفنى مدده"، يمتدّ في الوقت كلّه، فأنا أحمدك في الصباح وفي المساء، وفي شغلي وفراغي وكلّ مجالاتي، لأنّ كلّ لحظة أتنفّس فيها، هي مظهر حمدك، وكلّ عمل أتحرَّك فيه، فهو عطيّة حمدك، فهل يمكن أن أعيش في أيّ لحظة لا يملؤها حمدك؟!
"فلسنا نعرف كُنه عظمتك"، فنحن نعرف بعض أسرار عظمتك فيما أبرزته وعرّفتنا إيّاه "إلا أنَّا نعلم أنّك حيٌ قيوم"، قائم على الكون كلّه والوجود كلّه، "لا تأخذك سنةٌ ولا نوم، لم ينته إليك نظر، ولم يدركك بصر"، وهذا قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ}، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
ثم يخاطب الله تعالى بقوله: "أدركت الأبصار، وأحصيت الأعمال، وأخذت بالنواصي والأقدام"، كناية عن سيطرة الله على الإنسان في كلّ شيء.
"وما الّذي نرى من خلقك"، من أسرار عظمتك، "ونعجب له من قدرتك، ونصفه من عظيم سلطانك، وما تغيّب عنّا منه"، مما لم نره ولم ندرك شرّه، "وقصرت أبصارنا عنه، وانتهت عقولنا دونه، وحالت ستور الغيوب بيننا وبينه، أعظم ممّن فرّغ قلبه، وأعمل فكره"، أي أفرغ قلبه لك، وأعمل فكره ليبلغ بعض معرفتك، "ليعلم كيف أقمت عرشك، وكيف ذرأت خلقك، وكيف علّقت في الهواء سماواتك"، تلك التي لا ترتكز على أيّ شيء في الأرض، "وكيف مددت على مور الماء أرضك، رجع طرفه حسيراً"، إشارة إلى قوله تعالى: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ* ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ}، "وعقله مبهوراً، وسمعه والهاً، وفكره حائراً".
ينطلق الإمام (ع) في هذا الجوّ الروحي في حمد الله، فكيف يحمد عليّ (ع) ربّه:
"اللّهمّ لك الحمد على ما تأخذ وتعطي"، فإنّ عطاءك هو عطاء الكريم الذي يفيض كرمه على عباده، وإنّ أخذك أخذ الحكيم الذي لا يأخذ إلا عن حكمة، وحكمته لا تبتعد عن رحمته، وإن لم يدرك النّاس معنى الرّحمة فيما يأخذه الله منهم.
"وعلى ما تعافي وتبتلي"، فمنك العافية، ومنك البلاء، ونحن نحمدك على البلاء كما نحمدك على العافية.
"حمداً يكون أرضى الحمد لك"، يمتدّ ويمتدّ ليكون مبلغ رضاك، "وأحبّ الحمد إليك، وأفضل الحمد عندك، حمداً يملأ ما خلقت، ويبلغ ما أردت، حمداً لا يحجب عنك، ولا يقصر دونك"، فكأنّه يقول: يا ربّ، أنا لا أملك الكلمات الدّقيقة التي يمكن أن تجمع كلّ ما تستحقّه من حمد.
ولذلك يا ربّ، وأنا أتحدّث عن حمد هو أرضى من ذلك، وعن حمد يبلغ ما عندك، وأنت تعرف يا ربّ آفاق ذلك الحمد الذي لا أعرفه إلا بالكلمات المطلقة "حمداً لا ينقطع عدده، ولا يفنى مدده"، يمتدّ في الوقت كلّه، فأنا أحمدك في الصباح وفي المساء، وفي شغلي وفراغي وكلّ مجالاتي، لأنّ كلّ لحظة أتنفّس فيها، هي مظهر حمدك، وكلّ عمل أتحرَّك فيه، فهو عطيّة حمدك، فهل يمكن أن أعيش في أيّ لحظة لا يملؤها حمدك؟!
"فلسنا نعرف كُنه عظمتك"، فنحن نعرف بعض أسرار عظمتك فيما أبرزته وعرّفتنا إيّاه "إلا أنَّا نعلم أنّك حيٌ قيوم"، قائم على الكون كلّه والوجود كلّه، "لا تأخذك سنةٌ ولا نوم، لم ينته إليك نظر، ولم يدركك بصر"، وهذا قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ}، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
ثم يخاطب الله تعالى بقوله: "أدركت الأبصار، وأحصيت الأعمال، وأخذت بالنواصي والأقدام"، كناية عن سيطرة الله على الإنسان في كلّ شيء.
"وما الّذي نرى من خلقك"، من أسرار عظمتك، "ونعجب له من قدرتك، ونصفه من عظيم سلطانك، وما تغيّب عنّا منه"، مما لم نره ولم ندرك شرّه، "وقصرت أبصارنا عنه، وانتهت عقولنا دونه، وحالت ستور الغيوب بيننا وبينه، أعظم ممّن فرّغ قلبه، وأعمل فكره"، أي أفرغ قلبه لك، وأعمل فكره ليبلغ بعض معرفتك، "ليعلم كيف أقمت عرشك، وكيف ذرأت خلقك، وكيف علّقت في الهواء سماواتك"، تلك التي لا ترتكز على أيّ شيء في الأرض، "وكيف مددت على مور الماء أرضك، رجع طرفه حسيراً"، إشارة إلى قوله تعالى: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ* ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ}، "وعقله مبهوراً، وسمعه والهاً، وفكره حائراً".