"شباب ألمان على نهج طالبان"

"شباب ألمان على نهج طالبان"

كتاب "شباب ألمان على نهج طالبان" لمؤلّفه الألماني "فولف شميث"، محرّر صفحة شؤون الأمن الدّاخلي في جريدة (تاغيس تسايتونغ)، وهو ما يعطينا فكرة عن الخلفيّة الّتي انطلق منها الكاتب في تناوله الموضوع، والكتاب صادر عن دار "لنيكس" للنّشر، برلين العام 2012، مكوّن من 208 صفحات، يبحث فيه صاحبه عن الإجابة عن سؤال حول الدّوافع والأسباب لانخراط شباب ألمان يافعين في صفوف ما يوصف "بالجهاديّين".

يحاول الكتاب أنّ يضيء على أسباب اندفاع بعض الشّباب للانضمام إلى حركات معيّنة، فالاستعداد للعنف لدى الشبّان الألمان- بحسب رأيه- تغذّيه الظّروف السياسيّة وعمق الفجوات القائمة بين العالم الإسلاميّ والغرب في العقود الأخيرة على الصّعد كافّة.

كما يحاول القول بأنّ "النّاس في ألمانيا ممن يهتمّون بهذه الأمور، ينظرون إلى ظاهرة اندفاع الشّباب الألماني لفداء الدّين بحياتهم، نتيجة تعرّض الدّين لتهديدات وجوديّة، كما تصوّر لهم بعض الخطب والمواقف الحماسيّة، بأنّه أمر من مخلّفات القرون البالية".

ويشير الكتاب إلى زيادة عدد الشبّان الألمان الّذين يعتنقون الإسلام، ويتفاعلون بحماسة مفرطة مع بعض الدّعاة، فينتهي الأمر بهم إلى الالتحاق بمجموعات جهاديّة في بعض الدّول، ما يفتح النّقاش حول وجود إسلاميّين متشدّدين في ألمانيا، يتنامى عددهم يوماً بعد يوم، حتى بلغوا الآلاف، بحسب ما ينقل من إحصاءات. وينطلق الكاتب شميث في عرضه للموضوع من سؤال، وهو: ما الّذي يدفع هؤلاء إلى التطرّف؟ ولماذا يريدون الانخراط في الجهاد ضدّ الغرب؟ هذا السّؤال عموميّ، بمعنى أنّه يتناول نماذج فرديّة شابّة، ويسقطها على المسلمين كافّة، وهذا ما ينبغي الالتفات إليه، لأنّ الموضوع حسّاس ودقيق، وخصوصاً في ظلّ ما يقوم به البعض، وفي مجالات كثيرة، من تشويه صورة الإسلام، والتّنفير منه، وهو لا يعرض لنماذج الشّباب الألماني الذي يعتنق الإسلام بتعقّل وقناعة.

ورغم تباين ظروف بعض الشّباب، الّذين عرض الكتاب لقصصهم، ومسار حياتهم، وفهمهم لدين الإسلام، والتحاقهم بجماعات متشدّدة، "فإنَّ التطرّف لدى هؤلاء، كما يرى الباحثون في هذا المجال، يمرّ في مراحل يعيشها الشّباب، والأسباب قد تكون شخصيّة، كالتعرّض للاضطهاد أو الإقصاء، أو للتّأثّر بمواقف وأوضاع سياسيّة بما يجري في بعض الدّول من صراعات، ومنها أسباب أيديولوجيّة تمنح هؤلاء الشّعور بأنّهم على صواب، ويقفون إلى جانب الحقّ والحقيقة، إلى جانب الانفعال الذّاتيّ ببعض الخطابات الحماسيّة الدّاعية للجهاد.

ويرى الكاتب أنّ للتطرّف والعنف أسباباً كثيرة، وربما لا يمكن تفسير الأمر بتاتاً.

ويعتبر أنّ "الإرهاب الإسلامويّ" كما يدّعي، ليس سوى "خطر بين أخطار كثيرة"، فهناك التطرّف المحلّيّ اليميني، حيث قتل في ألمانيا 150 شخصاً بدوافع هذا التطرّف منذ العام 1990، بينما قُتل شخصان بسبب "تطرّف بعض من ينتمي إلى الإسلام"، بحسب بعض الإحصاءات.

هذا الكتاب يحاول رصد وتحليل التحاق بعض الشّباب الّذين يعتنقون الإسلام من الألمان ببعض الحركات الجهاديّة وأسباب هذه الظّاهرة. ولكنّنا نسجّل اعتراضنا على بعض المصطلحات الّتي استعملها، والّتي تدلّ على تبنٍّ مسبق لبعض المصطلحات الغربيّة، كمصطلح الإرهاب الإسلامويّ، غافلاً عن ذكر مسؤوليّة بعض الدّول في إذكاء العنف والحقد، كمساهمتها في دعم الكيان الصّهيوني والظّلم والتّمييز، فالإسلام الأصيل يرفض بشدّة أيَّ إرهاب وتطرّف، مهما كان نوعه وحجمه، ويدعو إلى الحوار والتّعايش السّلميّ بين الشّعوب والحضارات على قاعدة الاحترام المتبادل.

يبقى أنَّ هذا الكتاب يقدِّم وجهة نظر وقراءة من زاوية غربيّة حول التحرّك الدّينيّ لبعض المسلمين، وتأثيره في الأجيال الشابّة في ألمانيا...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

كتاب "شباب ألمان على نهج طالبان" لمؤلّفه الألماني "فولف شميث"، محرّر صفحة شؤون الأمن الدّاخلي في جريدة (تاغيس تسايتونغ)، وهو ما يعطينا فكرة عن الخلفيّة الّتي انطلق منها الكاتب في تناوله الموضوع، والكتاب صادر عن دار "لنيكس" للنّشر، برلين العام 2012، مكوّن من 208 صفحات، يبحث فيه صاحبه عن الإجابة عن سؤال حول الدّوافع والأسباب لانخراط شباب ألمان يافعين في صفوف ما يوصف "بالجهاديّين".

يحاول الكتاب أنّ يضيء على أسباب اندفاع بعض الشّباب للانضمام إلى حركات معيّنة، فالاستعداد للعنف لدى الشبّان الألمان- بحسب رأيه- تغذّيه الظّروف السياسيّة وعمق الفجوات القائمة بين العالم الإسلاميّ والغرب في العقود الأخيرة على الصّعد كافّة.

كما يحاول القول بأنّ "النّاس في ألمانيا ممن يهتمّون بهذه الأمور، ينظرون إلى ظاهرة اندفاع الشّباب الألماني لفداء الدّين بحياتهم، نتيجة تعرّض الدّين لتهديدات وجوديّة، كما تصوّر لهم بعض الخطب والمواقف الحماسيّة، بأنّه أمر من مخلّفات القرون البالية".

ويشير الكتاب إلى زيادة عدد الشبّان الألمان الّذين يعتنقون الإسلام، ويتفاعلون بحماسة مفرطة مع بعض الدّعاة، فينتهي الأمر بهم إلى الالتحاق بمجموعات جهاديّة في بعض الدّول، ما يفتح النّقاش حول وجود إسلاميّين متشدّدين في ألمانيا، يتنامى عددهم يوماً بعد يوم، حتى بلغوا الآلاف، بحسب ما ينقل من إحصاءات. وينطلق الكاتب شميث في عرضه للموضوع من سؤال، وهو: ما الّذي يدفع هؤلاء إلى التطرّف؟ ولماذا يريدون الانخراط في الجهاد ضدّ الغرب؟ هذا السّؤال عموميّ، بمعنى أنّه يتناول نماذج فرديّة شابّة، ويسقطها على المسلمين كافّة، وهذا ما ينبغي الالتفات إليه، لأنّ الموضوع حسّاس ودقيق، وخصوصاً في ظلّ ما يقوم به البعض، وفي مجالات كثيرة، من تشويه صورة الإسلام، والتّنفير منه، وهو لا يعرض لنماذج الشّباب الألماني الذي يعتنق الإسلام بتعقّل وقناعة.

ورغم تباين ظروف بعض الشّباب، الّذين عرض الكتاب لقصصهم، ومسار حياتهم، وفهمهم لدين الإسلام، والتحاقهم بجماعات متشدّدة، "فإنَّ التطرّف لدى هؤلاء، كما يرى الباحثون في هذا المجال، يمرّ في مراحل يعيشها الشّباب، والأسباب قد تكون شخصيّة، كالتعرّض للاضطهاد أو الإقصاء، أو للتّأثّر بمواقف وأوضاع سياسيّة بما يجري في بعض الدّول من صراعات، ومنها أسباب أيديولوجيّة تمنح هؤلاء الشّعور بأنّهم على صواب، ويقفون إلى جانب الحقّ والحقيقة، إلى جانب الانفعال الذّاتيّ ببعض الخطابات الحماسيّة الدّاعية للجهاد.

ويرى الكاتب أنّ للتطرّف والعنف أسباباً كثيرة، وربما لا يمكن تفسير الأمر بتاتاً.

ويعتبر أنّ "الإرهاب الإسلامويّ" كما يدّعي، ليس سوى "خطر بين أخطار كثيرة"، فهناك التطرّف المحلّيّ اليميني، حيث قتل في ألمانيا 150 شخصاً بدوافع هذا التطرّف منذ العام 1990، بينما قُتل شخصان بسبب "تطرّف بعض من ينتمي إلى الإسلام"، بحسب بعض الإحصاءات.

هذا الكتاب يحاول رصد وتحليل التحاق بعض الشّباب الّذين يعتنقون الإسلام من الألمان ببعض الحركات الجهاديّة وأسباب هذه الظّاهرة. ولكنّنا نسجّل اعتراضنا على بعض المصطلحات الّتي استعملها، والّتي تدلّ على تبنٍّ مسبق لبعض المصطلحات الغربيّة، كمصطلح الإرهاب الإسلامويّ، غافلاً عن ذكر مسؤوليّة بعض الدّول في إذكاء العنف والحقد، كمساهمتها في دعم الكيان الصّهيوني والظّلم والتّمييز، فالإسلام الأصيل يرفض بشدّة أيَّ إرهاب وتطرّف، مهما كان نوعه وحجمه، ويدعو إلى الحوار والتّعايش السّلميّ بين الشّعوب والحضارات على قاعدة الاحترام المتبادل.

يبقى أنَّ هذا الكتاب يقدِّم وجهة نظر وقراءة من زاوية غربيّة حول التحرّك الدّينيّ لبعض المسلمين، وتأثيره في الأجيال الشابّة في ألمانيا...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية