"علم الاجتماع والإسلام"

"علم الاجتماع والإسلام"

كتاب "علم الاجتماع والإسلام"، دراسة نقديّة لفكر ماكس فيبر، صادر عن دار جداول في العام 2013، للمؤلف البريطاني "براين تيرنر"، ويدور الكتاب حول تفنيد أخطاء المفكّر الألماني ماكس فيبر حول الإسلام، وهو صادر باللّغة الإنكليزيّة، وتم تعريبه.

الفرضية الأولى التي ينطلق منها المؤلّف، هي القول بأنّ الديانة البروتستانتية قد ساعدت على تكوين الرأسماليّة الجديدة، بينما بقي الإسلام في نظمه مناهضاً لها، وما يميّز الكاتب، قدرته على نقد أفكار "فيبر" عن نشأة الإسلام وشخصيّة الرّسول(ص)، من خلال تعرضه لجوانب عند "فيبر"، منها تفسيره لمحتوى الأخلاق الإسلاميّة، وتأثير الفكر الصّوفي في التوجهات والثقافة الإسلاميّة، والبناء السياسي والاقتصادي للدول الإسلاميّة في العصور المتأخّرة، وهو ما يسمّيه فيبر "البيروقراطيّة الوراثيّة".

وما يلفت، بحسب الكاتب، أنّ فيبر عموماً جاءت نظرته إلى الإسلام متناثرة في دراسته لعلم الاجتماع، ولم تكن بناءً على نظرة متكاملة أو متماسكة. وبعدما عرض لأخطاء فيبر في فلسفته الاجتماعيّة، تابع استعراضه لأخطائه وتصوّراته حول نشأة الإسلام وشخصيّة الرّسول، وفكرة الله والإنسان والوحي في الدّين التوحيديّ مقارنةً بالديانة المسيحية.

مثلاً، يرى "فيبر" أنّ النظرية الرأسماليّة لها أسس، مثل القانون العقلاني والأسواق الحرة والأمور التقنية المادية، بينما هذه الأمور لا وجود لها في البلاد الإسلاميّة، في المقابل، يرى "تيرنر" أنّ الإسلام هو انتصار للطّبقة الاقتصاديّة المتمثّلة بأصحاب الأموال والتّجارة في مكّة على فوضى القبليّة وعقليّتها، حتى إنّ القرآن الكريم قد تضمّن الحديث عن التّجارة وما يتعلّق بها.

"فيبر" كانت ملاحظاته ناجمة عن نوع من النّتائج السوسيولوجيّة المبنيّة على تحليله للأخلاق البروتستانتيّة، ويعتبر أنّ الإسلام دين مادّيّ يركّز على النّساء والملكيّة، وأنّ الإسلام لم يعرف الاستقلاليّة المدنيّة والقوانين الاقتصاديّة والتجاريّة، كما هو الحال في الديانة البروتستانتيّة.

في حين ينقد "تيرنر" هذه الخلاصة، كما ينقد ما يراه فيبر من أنّ ما جاء به الرسول(ص) هو تحديث وتجديد للقيم التقليديّة السّائدة، وليس إلغاءً لها، ولكنّه غفل عن أنّ الرّسول(ص) قام بعمليّة إصلاحيّة كبيرة على المستويات الروحيّة والأخلاقيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، فقد ناهض التفكير القبليّ، وحافظ على المصالح التجاريّة القائمة.

هذا الكتاب تكمن أهميّته في أنّه يعتبر مصدراً هامّاً لفهم وجهة نظر "فيبر" حول الإسلام، ويتميّز بدقّة أفكاره وكثافتها وتخصّصها، وهو ما يتطلّب دراسة وقراءة هادئة من أصحاب التخصّص للإفادة منها، وترتيب المقتضى المعرفيّ والثّقافيّ عليها...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

كتاب "علم الاجتماع والإسلام"، دراسة نقديّة لفكر ماكس فيبر، صادر عن دار جداول في العام 2013، للمؤلف البريطاني "براين تيرنر"، ويدور الكتاب حول تفنيد أخطاء المفكّر الألماني ماكس فيبر حول الإسلام، وهو صادر باللّغة الإنكليزيّة، وتم تعريبه.

الفرضية الأولى التي ينطلق منها المؤلّف، هي القول بأنّ الديانة البروتستانتية قد ساعدت على تكوين الرأسماليّة الجديدة، بينما بقي الإسلام في نظمه مناهضاً لها، وما يميّز الكاتب، قدرته على نقد أفكار "فيبر" عن نشأة الإسلام وشخصيّة الرّسول(ص)، من خلال تعرضه لجوانب عند "فيبر"، منها تفسيره لمحتوى الأخلاق الإسلاميّة، وتأثير الفكر الصّوفي في التوجهات والثقافة الإسلاميّة، والبناء السياسي والاقتصادي للدول الإسلاميّة في العصور المتأخّرة، وهو ما يسمّيه فيبر "البيروقراطيّة الوراثيّة".

وما يلفت، بحسب الكاتب، أنّ فيبر عموماً جاءت نظرته إلى الإسلام متناثرة في دراسته لعلم الاجتماع، ولم تكن بناءً على نظرة متكاملة أو متماسكة. وبعدما عرض لأخطاء فيبر في فلسفته الاجتماعيّة، تابع استعراضه لأخطائه وتصوّراته حول نشأة الإسلام وشخصيّة الرّسول، وفكرة الله والإنسان والوحي في الدّين التوحيديّ مقارنةً بالديانة المسيحية.

مثلاً، يرى "فيبر" أنّ النظرية الرأسماليّة لها أسس، مثل القانون العقلاني والأسواق الحرة والأمور التقنية المادية، بينما هذه الأمور لا وجود لها في البلاد الإسلاميّة، في المقابل، يرى "تيرنر" أنّ الإسلام هو انتصار للطّبقة الاقتصاديّة المتمثّلة بأصحاب الأموال والتّجارة في مكّة على فوضى القبليّة وعقليّتها، حتى إنّ القرآن الكريم قد تضمّن الحديث عن التّجارة وما يتعلّق بها.

"فيبر" كانت ملاحظاته ناجمة عن نوع من النّتائج السوسيولوجيّة المبنيّة على تحليله للأخلاق البروتستانتيّة، ويعتبر أنّ الإسلام دين مادّيّ يركّز على النّساء والملكيّة، وأنّ الإسلام لم يعرف الاستقلاليّة المدنيّة والقوانين الاقتصاديّة والتجاريّة، كما هو الحال في الديانة البروتستانتيّة.

في حين ينقد "تيرنر" هذه الخلاصة، كما ينقد ما يراه فيبر من أنّ ما جاء به الرسول(ص) هو تحديث وتجديد للقيم التقليديّة السّائدة، وليس إلغاءً لها، ولكنّه غفل عن أنّ الرّسول(ص) قام بعمليّة إصلاحيّة كبيرة على المستويات الروحيّة والأخلاقيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، فقد ناهض التفكير القبليّ، وحافظ على المصالح التجاريّة القائمة.

هذا الكتاب تكمن أهميّته في أنّه يعتبر مصدراً هامّاً لفهم وجهة نظر "فيبر" حول الإسلام، ويتميّز بدقّة أفكاره وكثافتها وتخصّصها، وهو ما يتطلّب دراسة وقراءة هادئة من أصحاب التخصّص للإفادة منها، وترتيب المقتضى المعرفيّ والثّقافيّ عليها...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية