إنّ إبراهيم استطاع أن يمزج بين الشخصية الإنسانية فيما هي الأبوّة بالنسبة إلى البنوّة، وفيما تفرضه من عاطفة، فجعل العاطفة تتحوّل إلى أن يرفع درجة هذا الولد عند الله سبحانه وتعالى، وإلى أن يقرّبه إلى الله ليحصل على فيوضات الله في رحمته وجنّته، وبين شخصيته الرسالية التي جعلها تتّجه إلى أن يكون رسولاً لولده كما هو رسول للناس كافةً، فلا يحاول كما يفعل البعض في جعل رسالته للنّاس بشرط أن تكون بعيدة عن عائلته وأولاده الّذين يطلق لهم حريتهم.
إن إبراهيم نجح في أن يصنع شخصياتٍ رسالية من بعده، فهو في الوقت الذي صنع شخصية إسماعيل، حيث جعله رفيقه عندما بنى البيت {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ}[البقرة: 127]، وجعله يعيش مع الأجواء الروحية التي جعلت من بناء البيت حركةً في الروح لا مجرد حركة في المادة، وهكذا استطاع أن يرى إسحق ويعقوب {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}[البقرة: 133]، فيعقوب الذي هو حفيد إبراهيم، عاش هذا الخطّ الرساليّ في الإسلام، وتحدث مع بنيه تماماً كما تحدث إبراهيم مع بنيه.
إننا لا نجد في القرآن حديثاً مفصَّلاً عن أساليب التربية التي اتّبعها إبراهيم مع إسماعيل وإسحق، واتّبعها إسحق مع يعقوب، ولو أننا نعتقد أنّ الوصايا من جهة، والقدوة من جهة، في الأجواء التي ربما كان إبراهيم يهيّئها لأولاده، وقابلية هؤلاء الأولاد للاستجابة والانفعال بالأجواء التي عاشوها واستلهموها، لعلَّ هذه كلها أدّت إلى هذه النتائج الإيجابية في إسلام إسماعيل وإسحق ويعقوب.
إنّ أبناء الأنبياء والأوصياء والعلماء هم بشر كبقيّة البشر، يتأثّرون بالأجواء الإيجابيّة كما يتأثرون بالأجواء السلبيّة، وقد يعيشون في ساحة الصِّراع عندما تتدافع العوامل الإيجابيّة والسلبيّة لتكسب هذا الإنسان أو ذاك، بحيث يعيش في صراع داخليّ من خلال الصراع الخارجي بما فيه من مؤثّرات وإيحاءات.
وعلى هذا الأساس، فليس من الضّروريّ أن يكون ابن النبيّ صالحاً، أو أن يكون ابن الوصيّ أو العالم أو المجاهد مثله، لأنّ الأب يمثّل جزءاً من البيئة، وهو واحدٌ من العوامل الكثيرة التي تؤثر في شخصيّته.. وقد يعيش جوّ الأب نوعاً من الاهتزاز والضّعف الذي قد لا يستطيع فيه أن يترك التّأثير الكبير على عائلته، بفعل العوامل المضادّة الأخرى، أو بفعل الضّغط على مواقع حركته. إنّها قد تكون مشكلة الكثيرين من الدّعاة، سواء كانوا أنبياء أو أوصياء أو علماء، ذلك أنّ ضغط الدّعوة في تعقيداتها وتحدّياتها ومشاكلها، قد يشغل الإنسان عن بيته، بحيث يعيش منفتحاً على العالم ومنغلقاً عن أهله، من خلال طبيعة ما يفرضه هذا الانفتاح من ابتعاد عن مواقعه الذاتيّة، باعتبار أنّ أهله يمثّلون أحد هذه المواقع.
إنّ إبراهيم استطاع أن يمزج بين الشخصية الإنسانية فيما هي الأبوّة بالنسبة إلى البنوّة، وفيما تفرضه من عاطفة، فجعل العاطفة تتحوّل إلى أن يرفع درجة هذا الولد عند الله سبحانه وتعالى، وإلى أن يقرّبه إلى الله ليحصل على فيوضات الله في رحمته وجنّته، وبين شخصيته الرسالية التي جعلها تتّجه إلى أن يكون رسولاً لولده كما هو رسول للناس كافةً، فلا يحاول كما يفعل البعض في جعل رسالته للنّاس بشرط أن تكون بعيدة عن عائلته وأولاده الّذين يطلق لهم حريتهم.
إن إبراهيم نجح في أن يصنع شخصياتٍ رسالية من بعده، فهو في الوقت الذي صنع شخصية إسماعيل، حيث جعله رفيقه عندما بنى البيت {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ}[البقرة: 127]، وجعله يعيش مع الأجواء الروحية التي جعلت من بناء البيت حركةً في الروح لا مجرد حركة في المادة، وهكذا استطاع أن يرى إسحق ويعقوب {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}[البقرة: 133]، فيعقوب الذي هو حفيد إبراهيم، عاش هذا الخطّ الرساليّ في الإسلام، وتحدث مع بنيه تماماً كما تحدث إبراهيم مع بنيه.
إننا لا نجد في القرآن حديثاً مفصَّلاً عن أساليب التربية التي اتّبعها إبراهيم مع إسماعيل وإسحق، واتّبعها إسحق مع يعقوب، ولو أننا نعتقد أنّ الوصايا من جهة، والقدوة من جهة، في الأجواء التي ربما كان إبراهيم يهيّئها لأولاده، وقابلية هؤلاء الأولاد للاستجابة والانفعال بالأجواء التي عاشوها واستلهموها، لعلَّ هذه كلها أدّت إلى هذه النتائج الإيجابية في إسلام إسماعيل وإسحق ويعقوب.
إنّ أبناء الأنبياء والأوصياء والعلماء هم بشر كبقيّة البشر، يتأثّرون بالأجواء الإيجابيّة كما يتأثرون بالأجواء السلبيّة، وقد يعيشون في ساحة الصِّراع عندما تتدافع العوامل الإيجابيّة والسلبيّة لتكسب هذا الإنسان أو ذاك، بحيث يعيش في صراع داخليّ من خلال الصراع الخارجي بما فيه من مؤثّرات وإيحاءات.
وعلى هذا الأساس، فليس من الضّروريّ أن يكون ابن النبيّ صالحاً، أو أن يكون ابن الوصيّ أو العالم أو المجاهد مثله، لأنّ الأب يمثّل جزءاً من البيئة، وهو واحدٌ من العوامل الكثيرة التي تؤثر في شخصيّته.. وقد يعيش جوّ الأب نوعاً من الاهتزاز والضّعف الذي قد لا يستطيع فيه أن يترك التّأثير الكبير على عائلته، بفعل العوامل المضادّة الأخرى، أو بفعل الضّغط على مواقع حركته. إنّها قد تكون مشكلة الكثيرين من الدّعاة، سواء كانوا أنبياء أو أوصياء أو علماء، ذلك أنّ ضغط الدّعوة في تعقيداتها وتحدّياتها ومشاكلها، قد يشغل الإنسان عن بيته، بحيث يعيش منفتحاً على العالم ومنغلقاً عن أهله، من خلال طبيعة ما يفرضه هذا الانفتاح من ابتعاد عن مواقعه الذاتيّة، باعتبار أنّ أهله يمثّلون أحد هذه المواقع.