هل سبق لك أن شاهدت مشهداً واعتقدت أنّك رأيته من قبل، أو رأيت شخصاً لأوّل مرّة،
ولكنّك شككت أنّك تعرفه من قبل، أو قلت كلاماً فشعرت بأنّك تعيد كلاماً سبق وقلته...؟
ليس من أحد منّا تقريباً إلّا ومرّ بمثل هذه المواقف، ووقف مستغرباً ممّا يحدث معه،
محاولاً البحث عن جواب لتساؤلاته حول هذه المسألة.
ثمّة تفسيرات عديدة حاولت تفسير هذه الظّاهرة، منها ما استند إلى ما يحدث في علم
الأجنّة، باعتبار أنّ الجنين تجري معه أحداث في عالمه الخاصّ في رحم أمِّه، وعندما
يكبر، تعاوده مشاهدة هذه الأحداث في الواقع، فيتذكّرها ولا يعرف منشأها.
هذه الظاهرة الغريبة التي تنتابنا ونشعر معها بالغرابة والاستهجان، أطلق عليها
العالم إمِيل بُويَرْك في كتابه (مستقبل علم النّفس) ظاهرة ديجا فو «Déjà vu» ، وهي
كلمة فرنسية تعني "شوهد من قبل".
بعض علماء النفس أرجع تلك الظاهرة إلى شذوذ الذاكرة، حينما تعطي مشاعر خاطئة تقول
للمخ بأننا عشنا هذا الموقف من قبل، لكننا لا نستطيع تذكّر تفاصيل الموقف "السابق"
(أين، متى، كيف). عندما يمرّ الوقت، يستطيع الشخص استرجاع بعض التفاصيل المشوَّشة
في الحادثة الجديدة، ولكن من المستحيل استرجاع تفاصيل الحالة الأولى، وهذا عادةً ما
يكون بسبب تشابك في الأعصاب المسؤولة عن الذّاكرة قصيرة المدى والذّاكرة طويلة
المدى. الأحداث تتخزَّن في الذاكرة قبل أن تذهب إلى قسم الوعي في المخّ البشريّ
وتعالج هناك.
العلاقة الأقوى وُجِدَت بين (دَيْچا ڤو) ومرض (صرع الفص الزمني في المخ)، وهذه
العلاقة قادت بعض العلماء للتأكيد أنّ هذه الظاهرة هي نتاج لخلل في عمليّة تفريغ
الشحنات الكهربائية في المخّ.
هذا وقد وجّه سؤال إلى العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) في هذا السياق،
فأجاب:
"عالم الأجنّة لا علاقة له بشعور الإنسان في بعض اللّحظات بأنّ المشهد الذي يعيشه
كأنه حصل معه سابقاً، ولكن هذه من حالات النفس التي تحتاج إلى الدّراسة ومعرفة
أسبابها، ويبقى هناك من أسرار الحياة ما لا يدركه الإنسان فيها، {وَمَا أُوتِيتُم
مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيل}، وربما كان حالة طبيعيّة في ظنّ الإنسان ذلك،
نتيجة بعض ما مرّ به، والله تعالى أعلم". [استفتاءات عقيديّة].
يبقى أن نشير إلى أن علم النفس قد تطور في مقاربته العلمية لمثل هذه الأمور التي
تعدّ من أسرار النفس والحياة. فالمسألة بحاجة إلى إحاطة أكبر، وعدم الاستغراق في
الجانب الغيبي منها.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن
وجهة نظر صاحبها.
هل سبق لك أن شاهدت مشهداً واعتقدت أنّك رأيته من قبل، أو رأيت شخصاً لأوّل مرّة،
ولكنّك شككت أنّك تعرفه من قبل، أو قلت كلاماً فشعرت بأنّك تعيد كلاماً سبق وقلته...؟
ليس من أحد منّا تقريباً إلّا ومرّ بمثل هذه المواقف، ووقف مستغرباً ممّا يحدث معه،
محاولاً البحث عن جواب لتساؤلاته حول هذه المسألة.
ثمّة تفسيرات عديدة حاولت تفسير هذه الظّاهرة، منها ما استند إلى ما يحدث في علم
الأجنّة، باعتبار أنّ الجنين تجري معه أحداث في عالمه الخاصّ في رحم أمِّه، وعندما
يكبر، تعاوده مشاهدة هذه الأحداث في الواقع، فيتذكّرها ولا يعرف منشأها.
هذه الظاهرة الغريبة التي تنتابنا ونشعر معها بالغرابة والاستهجان، أطلق عليها
العالم إمِيل بُويَرْك في كتابه (مستقبل علم النّفس) ظاهرة ديجا فو «Déjà vu» ، وهي
كلمة فرنسية تعني "شوهد من قبل".
بعض علماء النفس أرجع تلك الظاهرة إلى شذوذ الذاكرة، حينما تعطي مشاعر خاطئة تقول
للمخ بأننا عشنا هذا الموقف من قبل، لكننا لا نستطيع تذكّر تفاصيل الموقف "السابق"
(أين، متى، كيف). عندما يمرّ الوقت، يستطيع الشخص استرجاع بعض التفاصيل المشوَّشة
في الحادثة الجديدة، ولكن من المستحيل استرجاع تفاصيل الحالة الأولى، وهذا عادةً ما
يكون بسبب تشابك في الأعصاب المسؤولة عن الذّاكرة قصيرة المدى والذّاكرة طويلة
المدى. الأحداث تتخزَّن في الذاكرة قبل أن تذهب إلى قسم الوعي في المخّ البشريّ
وتعالج هناك.
العلاقة الأقوى وُجِدَت بين (دَيْچا ڤو) ومرض (صرع الفص الزمني في المخ)، وهذه
العلاقة قادت بعض العلماء للتأكيد أنّ هذه الظاهرة هي نتاج لخلل في عمليّة تفريغ
الشحنات الكهربائية في المخّ.
هذا وقد وجّه سؤال إلى العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) في هذا السياق،
فأجاب:
"عالم الأجنّة لا علاقة له بشعور الإنسان في بعض اللّحظات بأنّ المشهد الذي يعيشه
كأنه حصل معه سابقاً، ولكن هذه من حالات النفس التي تحتاج إلى الدّراسة ومعرفة
أسبابها، ويبقى هناك من أسرار الحياة ما لا يدركه الإنسان فيها، {وَمَا أُوتِيتُم
مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيل}، وربما كان حالة طبيعيّة في ظنّ الإنسان ذلك،
نتيجة بعض ما مرّ به، والله تعالى أعلم". [استفتاءات عقيديّة].
يبقى أن نشير إلى أن علم النفس قد تطور في مقاربته العلمية لمثل هذه الأمور التي
تعدّ من أسرار النفس والحياة. فالمسألة بحاجة إلى إحاطة أكبر، وعدم الاستغراق في
الجانب الغيبي منها.
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن
وجهة نظر صاحبها.