كتابات
12/08/2018

كيف نفهم الصَّدقة؟

كيف نفهم الصَّدقة؟

ليست الصّدقة مجرّد حفنة من المال يدفعها إنسان كي يردّ البلاء عن نفسه وعياله، حيث كثيرون عندما يرون مناماً مزعجاً، أو يتعرضون لحادث معيّن في حياتهم، تراهم يسمعون من هذا وذاك، أنه لا بدّ لهم من مباشرة التصدّق ولو بقليل من المال لمنع الأذى، فيبادرون إلى وضع ما تيسّر في صناديق التبرّع ، وهذا لا مانع منه، حيث إنّ الصدقة مهما كانت قليلة مادياً، فإنها تقع بيد الله.

ولكن ما نودّ قوله، أن مفهوم الصدقة هو مفهوم أوسع في الإسلام، يطال كل مناحي علاقات الإنسان وأوضاعه السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، لأنها تعني في أبسط مفومها، المعروف في أوسع أبوابه، والذي لا بدّ من أن يعمّ الحياة والناس والبيئة التي يعيشون فيها، حتى تكون صحيّة ومتجاوبة إلى حدود كبيرة مع ما يريده تعالى.

فالله تعالى يريدنا عباداً متصدّقين بالمعنى الصحيح والواسع للكلمة، نحمل روحية المعروف والنيّة الصادقة لعمله، فيتصدّق الزوج على زوجته، بأن يسدي لها معروفاً معنويّاً، عبر الكلام الطيّب والتّقدير والمودّة، وتتصدّق الزوجة على زوجها، بوجهها المنبسط، وكلامها النافع. ونصنع المعروف مع الناس عبر التصدّق عليهم بالسّلام، ومبادلتهم بالتحيّة وعدم التكبر، وبالنصيحة المطلوبة، وبإرشادهم إلى طريق الفلاح والهداية. كما أن المسؤول في موقع سياسي أو اجتماعي، يتصدّق على الناس عندما يعمل المعروف معهم، بحفظ أموالهم وكراماتهم، وتلبية حاجاتهم، والسهر على حقوقهم، والتصدّق على الناس بعدم التسبّب بأذيتهم والتعدّي على حقّهم، وسرقة أموالهم والتلاعب بأمنهم ومصيرهم. والتصدق يكون أيضاً بمنع الفساد من أكل أموال الناس وتضييع طاقاتهم ومواردهم. والصدقة هي في جانب منها منع الفتنة بين الناس، والسعي في القضاء عليها، ونشر ثقافة الرحمة والتواصل والتراحم والتّضامن.

ومن وقف إلى جانب ضعيف ومحروم ومقهور وسانده في استرجاع حقّه المهدور، وأعانه على قضاء حاجته، كان من أصحاب المعروف المتصدّقين بالفعل ، ومن نهى عن منكر وفساد، فقد تصدّق على الناس بيده أو بلسانه أو بقلبه، ومن سعى في توفير المياه وعدم رمي الأوساخ كيفما كان وأذية الطبيعة، كان ممن أسدى المعروف وحقّق مفهوم التصدق وكان من المأجورين... فكل صدقة لها عند الله أجر كريم وعد به عباده: {إنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}.

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه و آله) فِي وَصِيَّتِهِ لَهُ أنَّهُ قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَة".

رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله) أَنَّهُ قَالَ‏: "إِنَّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةً".

قَالَ رَجُلٌ:‏ مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟!

قَالَ (صلى الله عليه وآله): "إِمَاطَتُكَ‏ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ إِلَى الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَعِيَادَتُكَ الْمَرِيضَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَرَدُّكَ السَّلَامَ صَدَقَةٌ".

رُوِيَ عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) أنَّهُ قال: "عَوْنُكَ لِلضَّعِيفِ مِنْ أَفْضَلِ الصَّدَقَةِ".

خير لنا أن نفهم حقيقة الصّدقة، وأن نعرف أنّ نطاقها واسع يتخطّى دفع قليل من المال، وهي تبرز وعي المؤمن في حمله للأمانة في كلّ شيء، وفي انفتاحه على مسؤولياته في كلّ ميادين الحياة بما يصلحها وينفعها.

ليست الصّدقة مجرّد حفنة من المال يدفعها إنسان كي يردّ البلاء عن نفسه وعياله، حيث كثيرون عندما يرون مناماً مزعجاً، أو يتعرضون لحادث معيّن في حياتهم، تراهم يسمعون من هذا وذاك، أنه لا بدّ لهم من مباشرة التصدّق ولو بقليل من المال لمنع الأذى، فيبادرون إلى وضع ما تيسّر في صناديق التبرّع ، وهذا لا مانع منه، حيث إنّ الصدقة مهما كانت قليلة مادياً، فإنها تقع بيد الله.

ولكن ما نودّ قوله، أن مفهوم الصدقة هو مفهوم أوسع في الإسلام، يطال كل مناحي علاقات الإنسان وأوضاعه السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، لأنها تعني في أبسط مفومها، المعروف في أوسع أبوابه، والذي لا بدّ من أن يعمّ الحياة والناس والبيئة التي يعيشون فيها، حتى تكون صحيّة ومتجاوبة إلى حدود كبيرة مع ما يريده تعالى.

فالله تعالى يريدنا عباداً متصدّقين بالمعنى الصحيح والواسع للكلمة، نحمل روحية المعروف والنيّة الصادقة لعمله، فيتصدّق الزوج على زوجته، بأن يسدي لها معروفاً معنويّاً، عبر الكلام الطيّب والتّقدير والمودّة، وتتصدّق الزوجة على زوجها، بوجهها المنبسط، وكلامها النافع. ونصنع المعروف مع الناس عبر التصدّق عليهم بالسّلام، ومبادلتهم بالتحيّة وعدم التكبر، وبالنصيحة المطلوبة، وبإرشادهم إلى طريق الفلاح والهداية. كما أن المسؤول في موقع سياسي أو اجتماعي، يتصدّق على الناس عندما يعمل المعروف معهم، بحفظ أموالهم وكراماتهم، وتلبية حاجاتهم، والسهر على حقوقهم، والتصدّق على الناس بعدم التسبّب بأذيتهم والتعدّي على حقّهم، وسرقة أموالهم والتلاعب بأمنهم ومصيرهم. والتصدق يكون أيضاً بمنع الفساد من أكل أموال الناس وتضييع طاقاتهم ومواردهم. والصدقة هي في جانب منها منع الفتنة بين الناس، والسعي في القضاء عليها، ونشر ثقافة الرحمة والتواصل والتراحم والتّضامن.

ومن وقف إلى جانب ضعيف ومحروم ومقهور وسانده في استرجاع حقّه المهدور، وأعانه على قضاء حاجته، كان من أصحاب المعروف المتصدّقين بالفعل ، ومن نهى عن منكر وفساد، فقد تصدّق على الناس بيده أو بلسانه أو بقلبه، ومن سعى في توفير المياه وعدم رمي الأوساخ كيفما كان وأذية الطبيعة، كان ممن أسدى المعروف وحقّق مفهوم التصدق وكان من المأجورين... فكل صدقة لها عند الله أجر كريم وعد به عباده: {إنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}.

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه و آله) فِي وَصِيَّتِهِ لَهُ أنَّهُ قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَة".

رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله) أَنَّهُ قَالَ‏: "إِنَّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةً".

قَالَ رَجُلٌ:‏ مَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟!

قَالَ (صلى الله عليه وآله): "إِمَاطَتُكَ‏ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ إِلَى الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَعِيَادَتُكَ الْمَرِيضَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَرَدُّكَ السَّلَامَ صَدَقَةٌ".

رُوِيَ عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) أنَّهُ قال: "عَوْنُكَ لِلضَّعِيفِ مِنْ أَفْضَلِ الصَّدَقَةِ".

خير لنا أن نفهم حقيقة الصّدقة، وأن نعرف أنّ نطاقها واسع يتخطّى دفع قليل من المال، وهي تبرز وعي المؤمن في حمله للأمانة في كلّ شيء، وفي انفتاحه على مسؤولياته في كلّ ميادين الحياة بما يصلحها وينفعها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية