كتابات
11/04/2019

تحريك الجماهير باتّجاه القضايا الكبرى

تحريك الجماهير باتّجاه القضايا الكبرى

نلاحظ أنّ من الممكن جداً، وهذا ما نعايشه في الواقع، أن تنطلق في مرحلة الدّعوة وفي مرحلة البناء، ويتحرك الآخرون من كل الذين لا يوافقون على دعوتك، ويشعرون بالخطر من عملية البناء الجماعي، أو من عملية الحركة الفاعلة في المجتمع، التي تؤدّي إلى التمكين والاستخلاف، ليمنعوك من الدّعوة بالقوّة، وليفرضوا عليك المعركة، وليجمّعوا في داخل الواقع الّذي تتحرّك فيه كلّ العناصر التي تفرض عليك أن تدخل في حركة الصّراع، بحيث تشعر بأنّك مضطرّ لأن تواجه التحديات بما عندك من الطاقات والإمكانات، ريثما تتخفّف من حجم هذا الخطر الذي يريد أن يُطبق عليك فيلغي كلّ وجودك، ولذلك فإننا نشعر بأن المراحل تتداخل. هذا من جهة.

ومن جهة ثانية، فإنّنا قد نلاحظ أنّ المجتمع الإسلامي الذي يملك الرّواسب الروحيّة والخلفيات التاريخية وبعض الالتزامات الشرعيّة والأجواء السياسية، فيما يتحرّك فيه العالم من الصّراع السياسي، التي قد تتداخل فيها المسألة الوطنيّة بالقومية بالإسلامية، باعتبار أن الإنسان، حتى عندما يعيش الانتماء إلى فكر معيّن أو دين معيّن، فإنه لا يستطيع أن يتخلّى عن خصوصياته، بل ربما تساهم هذه الخصوصيّات في انتصار الخطّ العام، وربما لا يستطيع الخطّ العامّ أن يُغفل هذه الخصوصيّات (العشيرة ـ الوطن ـ الظروف الموضوعيّة المحيطة...).

إنّنا نلاحظ أنّ العمل السياسيّ، في الوقت الذي يتحرّك الآخرون سياسياً، والعمل الجهادي، في الوقت الذي يواجهك الآخرون في ساحة الصّراع المسلَّح، قد يمثّل حركة ثقافية تعبوية روحية يمكن أن تختصر لك الكثير من مراحل البناء الفردي والجماعي، وربما يمكن للحركة السياسية والجهادية أن تتحوَّل إلى أسلوبٍ من أساليب الدّعوة، لأنّ القضيّة التي تُطرَح في الواقع الإسلاميّ، هي أنّك عندما تعيش في قاعدتك الإسلاميّة في حالة فراغ سياسي، وتتوفّر كلّ معطيات الصراع في ساحتك، ويتحرَّك الآخرون في الفكر المضادّ سياسياً، أو عندما تنكفئ عن ساحة الجهاد، ويتقدّم الآخرون في ساحة المواجهة للاستعمار التي تلتقي فيها أنت معهم، فإنّ معنى ذلك أنّك تصنع لقاعدتك حالة فراغ، لا تستطيع هذه القاعدة أن تستمرّ فيها، لأنّ مسألة الفراغ ليست من المسائل التي يمكن أن تعيش الواقعيّة في الحياة، فأنت إذا لم تملأ الفراغ، فسيملأه غيرك.

لذلك، فإنّني أتصوّر أنّ المراحل ليست من المسائل الواقعيَّة في الأوضاع الثقافيّة والسياسية والأمنية التي تعيشها الحركة الإسلاميّة، وهذا ما نلاحظه في الواقع الإسلامي الذي نعيشه، فهناك بعض الحركات الإسلاميّة التي قد تكون في خطوطها الحركيّة سائرةً في اتجاه هذه المرحلة، ولكنّنا نلاحظ أن الاستكبار العالمي الذي أصبح يرصد المواقع الجنينيّة للحركات الإسلامية، ليقضي على الجنينة الإسلاميّة في داخل الواقع، شعرت بأنّها مضطرّة بأن تقف في مواجهة هذا التحدّي حتى تحافظ على وجودها.

إنني أتصوّر أنّ علينا أن نخطّط للحركة الإسلاميّة على مستوى واقع الجماهير الإسلاميّة، بحيث نحرّكها في اتجاه القضايا الكبرى التي تعيش حيويّتها وخطورتها وآلامها ومشاكلها، لأنها ليست معزولة عنها، باعتبار أنها تمثّل قضايا المصير في هذا المجال، وفي الوقت نفسه، نحاول أن نوجد هناك قاعدة حركيّة تبني الكوادر أو القيادات الفاعلية والفعاليات المسؤولة، بالمستوى الذي تستطيع أن تثير حركة الجماهير، وهذا ما لاحظناه في حركة الدعوة الإسلاميّة الأولى، حيث إنّ النبيّ محمداً (ص) كان يستهدف في مكة، لا بناء الفرد كما يُخيَّل للناس، بل كان يستهدف إيصال الاستفادة من موقع مكّة السياسي والاقتصادي والثقافي، للانفتاح على كلّ الجزيرة العربية، واختصار المسافات الطويلة التي يحتاجها الداعية أو النبي للوصول إلى الناس...

*من كتاب "خطاب الإسلاميّين والمستقبل".

نلاحظ أنّ من الممكن جداً، وهذا ما نعايشه في الواقع، أن تنطلق في مرحلة الدّعوة وفي مرحلة البناء، ويتحرك الآخرون من كل الذين لا يوافقون على دعوتك، ويشعرون بالخطر من عملية البناء الجماعي، أو من عملية الحركة الفاعلة في المجتمع، التي تؤدّي إلى التمكين والاستخلاف، ليمنعوك من الدّعوة بالقوّة، وليفرضوا عليك المعركة، وليجمّعوا في داخل الواقع الّذي تتحرّك فيه كلّ العناصر التي تفرض عليك أن تدخل في حركة الصّراع، بحيث تشعر بأنّك مضطرّ لأن تواجه التحديات بما عندك من الطاقات والإمكانات، ريثما تتخفّف من حجم هذا الخطر الذي يريد أن يُطبق عليك فيلغي كلّ وجودك، ولذلك فإننا نشعر بأن المراحل تتداخل. هذا من جهة.

ومن جهة ثانية، فإنّنا قد نلاحظ أنّ المجتمع الإسلامي الذي يملك الرّواسب الروحيّة والخلفيات التاريخية وبعض الالتزامات الشرعيّة والأجواء السياسية، فيما يتحرّك فيه العالم من الصّراع السياسي، التي قد تتداخل فيها المسألة الوطنيّة بالقومية بالإسلامية، باعتبار أن الإنسان، حتى عندما يعيش الانتماء إلى فكر معيّن أو دين معيّن، فإنه لا يستطيع أن يتخلّى عن خصوصياته، بل ربما تساهم هذه الخصوصيّات في انتصار الخطّ العام، وربما لا يستطيع الخطّ العامّ أن يُغفل هذه الخصوصيّات (العشيرة ـ الوطن ـ الظروف الموضوعيّة المحيطة...).

إنّنا نلاحظ أنّ العمل السياسيّ، في الوقت الذي يتحرّك الآخرون سياسياً، والعمل الجهادي، في الوقت الذي يواجهك الآخرون في ساحة الصّراع المسلَّح، قد يمثّل حركة ثقافية تعبوية روحية يمكن أن تختصر لك الكثير من مراحل البناء الفردي والجماعي، وربما يمكن للحركة السياسية والجهادية أن تتحوَّل إلى أسلوبٍ من أساليب الدّعوة، لأنّ القضيّة التي تُطرَح في الواقع الإسلاميّ، هي أنّك عندما تعيش في قاعدتك الإسلاميّة في حالة فراغ سياسي، وتتوفّر كلّ معطيات الصراع في ساحتك، ويتحرَّك الآخرون في الفكر المضادّ سياسياً، أو عندما تنكفئ عن ساحة الجهاد، ويتقدّم الآخرون في ساحة المواجهة للاستعمار التي تلتقي فيها أنت معهم، فإنّ معنى ذلك أنّك تصنع لقاعدتك حالة فراغ، لا تستطيع هذه القاعدة أن تستمرّ فيها، لأنّ مسألة الفراغ ليست من المسائل التي يمكن أن تعيش الواقعيّة في الحياة، فأنت إذا لم تملأ الفراغ، فسيملأه غيرك.

لذلك، فإنّني أتصوّر أنّ المراحل ليست من المسائل الواقعيَّة في الأوضاع الثقافيّة والسياسية والأمنية التي تعيشها الحركة الإسلاميّة، وهذا ما نلاحظه في الواقع الإسلامي الذي نعيشه، فهناك بعض الحركات الإسلاميّة التي قد تكون في خطوطها الحركيّة سائرةً في اتجاه هذه المرحلة، ولكنّنا نلاحظ أن الاستكبار العالمي الذي أصبح يرصد المواقع الجنينيّة للحركات الإسلامية، ليقضي على الجنينة الإسلاميّة في داخل الواقع، شعرت بأنّها مضطرّة بأن تقف في مواجهة هذا التحدّي حتى تحافظ على وجودها.

إنني أتصوّر أنّ علينا أن نخطّط للحركة الإسلاميّة على مستوى واقع الجماهير الإسلاميّة، بحيث نحرّكها في اتجاه القضايا الكبرى التي تعيش حيويّتها وخطورتها وآلامها ومشاكلها، لأنها ليست معزولة عنها، باعتبار أنها تمثّل قضايا المصير في هذا المجال، وفي الوقت نفسه، نحاول أن نوجد هناك قاعدة حركيّة تبني الكوادر أو القيادات الفاعلية والفعاليات المسؤولة، بالمستوى الذي تستطيع أن تثير حركة الجماهير، وهذا ما لاحظناه في حركة الدعوة الإسلاميّة الأولى، حيث إنّ النبيّ محمداً (ص) كان يستهدف في مكة، لا بناء الفرد كما يُخيَّل للناس، بل كان يستهدف إيصال الاستفادة من موقع مكّة السياسي والاقتصادي والثقافي، للانفتاح على كلّ الجزيرة العربية، واختصار المسافات الطويلة التي يحتاجها الداعية أو النبي للوصول إلى الناس...

*من كتاب "خطاب الإسلاميّين والمستقبل".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية