[من دعاء للإمام زين العابدين (عليه السلام) في طلب الرّحمة والعفو من الله
تعالى:]
"أنْتَ الَّذِي وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِالرّحْمَةِ، فصلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ
وارحمني، وأنْتَ الَّذِي سمَّيْتَ نَفْسَكَ بِالعَفْو فاعْفُ عَنِّي.
قَدْ ترى يَا إلهي فَيْضَ دَمْعِي مِنْ خِيفتِك، وَوَجيبَ قَلْبي مِنْ خَشْيَتِكَ،
وانْتِقَاضَ جَوَارحي مِنْ هَيْبَتٍك، كُل ذَلِكَ حَيَاءً مِنّي لسوءِ عَمَلي،
وَلِذَلِكَ خَمَدَ صَوْتي عَنِ الجأرِ إليْكَ، وكَلَّ لِسَاني عَنْ مُنَاجَاتِكَ".
* * *
لن أطلب منك ـ يا ربّ ـ شيئاً بعيداً عن سرّ ذاتك وعن معنى حسناتك، بل كلّ طلباتي
هي من معناك…
فأنت الرّحيم، كما وصفت نفسك بالرّحمة، فكيف تحجب عني رحمتك.
وأنت العفوّ، كما تقتضيه مواقع السموّ في صفاتك، فكيف تمنعني من عفوك.
إنّ الرّحمة والعفو ـ منك ـ يطلان على حياتي كمثل النّور الذي تشرق به الشّمس،
فتملأ الكون بالإشراقة والحرارة والحياة.
ها هي الدّموع ـ يا ربّ ـ تنساب من عينيّ خيفةً منك، وها هي الخفقات المذعورة في
قلبي تلهث خشيةً من عقابك وسخطك.
وها هي أعضائي ترتعد وتهتزّ وتكاد تنفصل عن بعضها البعض هيبةً لك في مشاهد عظمتك.
إنّ هذه الدّموع والخفقات والاهتزازات تنطلق من حالة الحياء التي تملك كلّ كياني في
موقفي أمامك.
وكلَّ لساني عن مناجاتك، فلم تتحرّك فيه أية كلمة تعبيريّة في هذا الاتجاه.
إن صوتي الذي انطلق في أكثر من موقف تأييداً للباطل، وصرخة في وجه الحقّ، يستحي أن
ينطلق في الوقت نفسه، بالقوّة نفسها، في الدعاء إليك.
وإنّ لساني الذي امتدّت فيه كلمات المدح للظالمين وإذلال المستضعفين والإساءة إلى
المؤمنين، ليخجل أن يتحدّث إليك في مناجاة خاشعة، يفقد اللّسان معنى طهارتها
ونقائها.
*من كتاب " آفاق الرّوح، ج 1".
[من دعاء للإمام زين العابدين (عليه السلام) في طلب الرّحمة والعفو من الله
تعالى:]
"أنْتَ الَّذِي وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِالرّحْمَةِ، فصلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ
وارحمني، وأنْتَ الَّذِي سمَّيْتَ نَفْسَكَ بِالعَفْو فاعْفُ عَنِّي.
قَدْ ترى يَا إلهي فَيْضَ دَمْعِي مِنْ خِيفتِك، وَوَجيبَ قَلْبي مِنْ خَشْيَتِكَ،
وانْتِقَاضَ جَوَارحي مِنْ هَيْبَتٍك، كُل ذَلِكَ حَيَاءً مِنّي لسوءِ عَمَلي،
وَلِذَلِكَ خَمَدَ صَوْتي عَنِ الجأرِ إليْكَ، وكَلَّ لِسَاني عَنْ مُنَاجَاتِكَ".
* * *
لن أطلب منك ـ يا ربّ ـ شيئاً بعيداً عن سرّ ذاتك وعن معنى حسناتك، بل كلّ طلباتي
هي من معناك…
فأنت الرّحيم، كما وصفت نفسك بالرّحمة، فكيف تحجب عني رحمتك.
وأنت العفوّ، كما تقتضيه مواقع السموّ في صفاتك، فكيف تمنعني من عفوك.
إنّ الرّحمة والعفو ـ منك ـ يطلان على حياتي كمثل النّور الذي تشرق به الشّمس،
فتملأ الكون بالإشراقة والحرارة والحياة.
ها هي الدّموع ـ يا ربّ ـ تنساب من عينيّ خيفةً منك، وها هي الخفقات المذعورة في
قلبي تلهث خشيةً من عقابك وسخطك.
وها هي أعضائي ترتعد وتهتزّ وتكاد تنفصل عن بعضها البعض هيبةً لك في مشاهد عظمتك.
إنّ هذه الدّموع والخفقات والاهتزازات تنطلق من حالة الحياء التي تملك كلّ كياني في
موقفي أمامك.
وكلَّ لساني عن مناجاتك، فلم تتحرّك فيه أية كلمة تعبيريّة في هذا الاتجاه.
إن صوتي الذي انطلق في أكثر من موقف تأييداً للباطل، وصرخة في وجه الحقّ، يستحي أن
ينطلق في الوقت نفسه، بالقوّة نفسها، في الدعاء إليك.
وإنّ لساني الذي امتدّت فيه كلمات المدح للظالمين وإذلال المستضعفين والإساءة إلى
المؤمنين، ليخجل أن يتحدّث إليك في مناجاة خاشعة، يفقد اللّسان معنى طهارتها
ونقائها.
*من كتاب " آفاق الرّوح، ج 1".