في القرآن الكريم نداءات متنوّعة للمؤمنين، ومن هذه النداءات، نداءٌ للرّسول محمّد (ص) يريد الله سبحانه وتعالى منه أن يبلّغه للنّاس، ويحمل في مضمونه الحثّ على الخوف من الله، فيقول سبحانه: ﴿قُلْ يا عِبَادِي الّذينَ آمَنُوا اتَّقُوارَبَّكُم لِلَّذينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهَ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ إنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.
أي: أيُّها المؤمنون، لا يكفي أن تعلنوا إيمانكم بالله بأن تقولوا: إنّنا نشهد أن لا اله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، وأنَّ الله يبعث الناسَ يوم القيامة ليجزيهم على أعمالهم، إن خيراً فخيرٌ، وإنْ شرّاً فشرٌّ؛ لا يكفي ذلك، بل لا بدّ لكم أن تستشعروا في قلوبكم وعقولكم وأحاسيسكم الخوف من ربّكم.
والخوف ليس حالة شعورية تعيشونها وتتجمّدون أمامها، بل يجب أن تكون حالة في الموقف والعمل، لأن الإنسان عندما يخاف الله، يتجنّب مواقع غضبه، تماماً كما في حالات الخوف الطبيعية التي تصاحب الإنسان في الحياة، كالخوف من الموت، أو من السجن، أو من العدوّ، أو ما إلى ذلك، بحيث يتحرّك الإنسان ليهرب من كلّ ذلك.
ولكن، إذا خاف من الله، فهل يستطيع أن يهرب منه كما يهرب من حالة يخاف منها؟ ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ﴾، ففي السماء عظمته وفي الأرض ملكه، وفي البحار والكهوف والأعماق سلطته، فأين يهرب من ربّه؟ فإذا عصى الله وتمرّد على رسالاته وأنبيائه، فهو لن يستطيع الهرب في الدنيا ولا في الآخرة.
إذاً هناك طريقٌ واحدٌ، وهو أن نطيع الله ولا نعصيه، وهذا هو الطريق الذي يعبّر عنه بالتقوى ﴿قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوار َبَّكُمْ﴾، خافوه واحسبوا حسابه في كلّ أوضاعكم وأعمالكم، فإذا أردتم أن تقوموا بعمل، فاحسبوا حسابه سبحانه قبل أن تحسبوا حساب البشر، وهذه هي التقوى، ومضمونها العملي، أن لا يجدَك اللهُ حيث نهاك، وألّا يفقدَك حيث أمرك.
*من كتاب النّدوة- ج19.

في القرآن الكريم نداءات متنوّعة للمؤمنين، ومن هذه النداءات، نداءٌ للرّسول محمّد (ص) يريد الله سبحانه وتعالى منه أن يبلّغه للنّاس، ويحمل في مضمونه الحثّ على الخوف من الله، فيقول سبحانه: ﴿قُلْ يا عِبَادِي الّذينَ آمَنُوا اتَّقُوارَبَّكُم لِلَّذينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهَ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ إنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.
أي: أيُّها المؤمنون، لا يكفي أن تعلنوا إيمانكم بالله بأن تقولوا: إنّنا نشهد أن لا اله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، وأنَّ الله يبعث الناسَ يوم القيامة ليجزيهم على أعمالهم، إن خيراً فخيرٌ، وإنْ شرّاً فشرٌّ؛ لا يكفي ذلك، بل لا بدّ لكم أن تستشعروا في قلوبكم وعقولكم وأحاسيسكم الخوف من ربّكم.
والخوف ليس حالة شعورية تعيشونها وتتجمّدون أمامها، بل يجب أن تكون حالة في الموقف والعمل، لأن الإنسان عندما يخاف الله، يتجنّب مواقع غضبه، تماماً كما في حالات الخوف الطبيعية التي تصاحب الإنسان في الحياة، كالخوف من الموت، أو من السجن، أو من العدوّ، أو ما إلى ذلك، بحيث يتحرّك الإنسان ليهرب من كلّ ذلك.
ولكن، إذا خاف من الله، فهل يستطيع أن يهرب منه كما يهرب من حالة يخاف منها؟ ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ﴾، ففي السماء عظمته وفي الأرض ملكه، وفي البحار والكهوف والأعماق سلطته، فأين يهرب من ربّه؟ فإذا عصى الله وتمرّد على رسالاته وأنبيائه، فهو لن يستطيع الهرب في الدنيا ولا في الآخرة.
إذاً هناك طريقٌ واحدٌ، وهو أن نطيع الله ولا نعصيه، وهذا هو الطريق الذي يعبّر عنه بالتقوى ﴿قُلْ يَاعِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوار َبَّكُمْ﴾، خافوه واحسبوا حسابه في كلّ أوضاعكم وأعمالكم، فإذا أردتم أن تقوموا بعمل، فاحسبوا حسابه سبحانه قبل أن تحسبوا حساب البشر، وهذه هي التقوى، ومضمونها العملي، أن لا يجدَك اللهُ حيث نهاك، وألّا يفقدَك حيث أمرك.
*من كتاب النّدوة- ج19.