التوسّل إلى الله لدفع البلاء

التوسّل إلى الله لدفع البلاء

"وَلاَ تَشْغَلْنِي بِالاهْتِمَامِ عَنْ تَعَاهُدِ فُروضِك واسْتِعْمالِ سُنَّتِكَ، فَقَدْ ضِقْتُ بِمَا نَزَلَ بي - يا ربّ - ذَرْعاً، وامْتَلأتُ بِحَمْلِ مَا حَدَثَ عَلَيَّ هَمَّاً، وأنْتَ القَادِرُ عَلَى كَشْفِ مَا مُنِيتُ بِه، ودَفْعِ مَا وَقَعْتُ فِيه، فَافْعَلْ بي ذلِكَ، وإنْ لَمْ أسْتَوْجِبْهُ منْكَ يَا ذَا العَرْشِ العَظِيمِ".

يا ربّ، قد تشغلني الحالة النفسية الصعبة التي تسيطر عليَّ إزاء المشاكل التي تواجهني في حياتي اليوميّة، فتملأ عقلي وقلبي بالاهتمام الفكري والتّأثير الجسدي، فتمنعني من القيام بالفرائض التي أوجبتها عليّ في مواقع عبادتك من جهة، وفي مجالات المسؤوليّات التي حمَّلتني إياها من جهة أخرى، كما تشغلني عن استعمال سنّتك التي أحببت لي أن أقوم بها في أكثر من مهمّة عباديّة وحياتيّة، لأنّ النفس المثقلة بالهموم والأحزان، قد تترك تأثيراتها السلبيّة على مسألة المحافظة على الوظائف العمليّة من الواجبات والمستحبّات، نتيجة الخلل النفسي الذي يمنع من الدقّة والتّركيز. وقد عبّر الإمام عليّ (ع) عن هذه المسألة بقوله ـ كما جاء في نهج البلاغة ـ: "إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلت فاحملوها على النّوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض".

إنّني - يا ربّ - أحسّ بالمشكلة الّتي تحيط بي كما لو كانت فوق الطّاقة، فلا تتحمّلها قوّتي، وأعيش الهمّ في ما جرى عليّ من أحداث قاسية، حتّى امتلأت نفسي بكلّ جوانبها به، وأنت العالم بضعفي أمام طوارئ الدّهر وطوارق الحدثان، فقد تهتزّ المشاعر وتختلط الأفكار ويضعف الجسد من خلال ذلك، وأنت - وحدك - القادر على كشف ما ابتليت به، ودفع ما وقعت فيه، لأنّك المهيمن على الحياة كلّها في أحداثها ومشاكلها ومصائبها، فهل أطمع، يا ربّ، بأن تكشف عني ذلك، وأنا العبد الضّعيف الذي يستمدّ قوّته من قدرتك المطلقة؟

إنّني أعرف - يا ربّ - أني لا أستحق ذلك، لما أسلفت من ذنوب وجرائم، ممّا قارفت من معاصي، وما تمرّدت به عليك من أعمال وأقوال، ولكنّي أعرف أنّك الكبير في عظمتك، الرّحيم في قدرتك، الواسع في نعمك، ولن يضيق عنك أيّ عطاء في حاجاتي الماديّة والمعنويّة، فإنّك ذو العرش العظيم الذي ارتفع بعليائه عن الانتقام، فكانت رحمتك أوسع من غضبك، وعفوك أكبر من عقابك.

وها أنا في انتظار الفرج الكبير من خلال حولك وطولك، فقد يشفع لي ابتهالي إليك في الحصول على الخير في الدّنيا والآخرة.

*من كتاب "آفاق الرّوح"، ج1.

"وَلاَ تَشْغَلْنِي بِالاهْتِمَامِ عَنْ تَعَاهُدِ فُروضِك واسْتِعْمالِ سُنَّتِكَ، فَقَدْ ضِقْتُ بِمَا نَزَلَ بي - يا ربّ - ذَرْعاً، وامْتَلأتُ بِحَمْلِ مَا حَدَثَ عَلَيَّ هَمَّاً، وأنْتَ القَادِرُ عَلَى كَشْفِ مَا مُنِيتُ بِه، ودَفْعِ مَا وَقَعْتُ فِيه، فَافْعَلْ بي ذلِكَ، وإنْ لَمْ أسْتَوْجِبْهُ منْكَ يَا ذَا العَرْشِ العَظِيمِ".

يا ربّ، قد تشغلني الحالة النفسية الصعبة التي تسيطر عليَّ إزاء المشاكل التي تواجهني في حياتي اليوميّة، فتملأ عقلي وقلبي بالاهتمام الفكري والتّأثير الجسدي، فتمنعني من القيام بالفرائض التي أوجبتها عليّ في مواقع عبادتك من جهة، وفي مجالات المسؤوليّات التي حمَّلتني إياها من جهة أخرى، كما تشغلني عن استعمال سنّتك التي أحببت لي أن أقوم بها في أكثر من مهمّة عباديّة وحياتيّة، لأنّ النفس المثقلة بالهموم والأحزان، قد تترك تأثيراتها السلبيّة على مسألة المحافظة على الوظائف العمليّة من الواجبات والمستحبّات، نتيجة الخلل النفسي الذي يمنع من الدقّة والتّركيز. وقد عبّر الإمام عليّ (ع) عن هذه المسألة بقوله ـ كما جاء في نهج البلاغة ـ: "إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلت فاحملوها على النّوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض".

إنّني - يا ربّ - أحسّ بالمشكلة الّتي تحيط بي كما لو كانت فوق الطّاقة، فلا تتحمّلها قوّتي، وأعيش الهمّ في ما جرى عليّ من أحداث قاسية، حتّى امتلأت نفسي بكلّ جوانبها به، وأنت العالم بضعفي أمام طوارئ الدّهر وطوارق الحدثان، فقد تهتزّ المشاعر وتختلط الأفكار ويضعف الجسد من خلال ذلك، وأنت - وحدك - القادر على كشف ما ابتليت به، ودفع ما وقعت فيه، لأنّك المهيمن على الحياة كلّها في أحداثها ومشاكلها ومصائبها، فهل أطمع، يا ربّ، بأن تكشف عني ذلك، وأنا العبد الضّعيف الذي يستمدّ قوّته من قدرتك المطلقة؟

إنّني أعرف - يا ربّ - أني لا أستحق ذلك، لما أسلفت من ذنوب وجرائم، ممّا قارفت من معاصي، وما تمرّدت به عليك من أعمال وأقوال، ولكنّي أعرف أنّك الكبير في عظمتك، الرّحيم في قدرتك، الواسع في نعمك، ولن يضيق عنك أيّ عطاء في حاجاتي الماديّة والمعنويّة، فإنّك ذو العرش العظيم الذي ارتفع بعليائه عن الانتقام، فكانت رحمتك أوسع من غضبك، وعفوك أكبر من عقابك.

وها أنا في انتظار الفرج الكبير من خلال حولك وطولك، فقد يشفع لي ابتهالي إليك في الحصول على الخير في الدّنيا والآخرة.

*من كتاب "آفاق الرّوح"، ج1.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية