قبل شهر محرَّم، وبعد أن أنهيت ندوتي في الشَّام، جاءني شخص من قمّ من آل اللّبّان، وهو شيخ وخطيب، جاء به بعض أصدقائنا، وقال لي أنا أريد أن أسمع منك الرَّدّ على الشّـبهات الَّتي يثيرونـها حولك، والَّتي انطلق بها أمثال الشَّـيخ جواد التَّبريزي وجماعة غيره، حتَّى أعرف الحقيقة، وحتَّى أستطيع أن أدافع...
فبدأ بالإشارة إلى اللَّغو الَّذي أثير، والكذب الَّذي أثير، والتَّحريف الَّذي أثير، ولا يزال يثار. سألني عن "الغدير"، أجبته: هو حقيقة الحقائق، وأنا عندي قصيدة في الغدير نظمتها منذ خمسين سنة عندما كنت في النَّجف، وهي في خمسة وتسعين بيتاً
1، والآن، هناك كتبي الَّتي ذكرت فيها هذه المسألة، ومنها: "نظرة إسلاميَّة حول الغدير"، و"مسائل عقائديَّة"، و"في رحاب أهل البيت"، و"النَّدوة"، وغيرها من الكتب، فما يقولونه هو كذبٌ يُكذَب فيما لا يُكذَب به، لأنَّ رأيي هذا موجود في الخطب وفي المحاضرات والخطابات..
ويتحدَّثون عن مسألة العصمة، وأنا متطرّف في موضوع العصمة، لأنَّني أقول إنَّ الأئمَّة خلقوا معصومين، ولكن من دون أن يسيء ذلك إلى الاختيار، وهذا مكتوب في كتاب "فقه الحياة"، وفي الكثير من كتبي.
ثمَّ قلت له إنَّهم يتحدَّثون عن مسألة الضَّلال، وأنا أقول إنَّ النَّبيّ (ص) نصب عليّاً (ع) بأمر من الله خليفةً، لأنّي أنا أعتقد هذا، فإذا قالوا عنّي مضلّ، فيعني أنَّ هذا ضلال، أو الاعتقاد بإمامة الأئمَّة الإثني عشر، أو الاعتقاد بعصمة الأنبياء، فإذا كان الشّيخ التبريزي والشّيخ الوحيد وغيرهما يقولون عن رأيي بأنَّه ضلال، فمعنى ذلك أنَّ ما أقوله من عصمة الأنبياء والأئمَّة هو الضَّلال، لأنَّ هذا كلّه موجود في كتبي!
فماذا فعلوا؟ حذفوا كلَّ الحوار، واقتطعوا هذا الكلام فقط، ونشروه في قمّ وعلى الإنترنت أيضاً، وأكيد أنَّهم لم يكونوا يتصوَّرون أنَّنا نملك الشَّريط (
التسجيل الكامل).
مقتطفات من المقابلة2
وأنا عندي أنَّ الله خلق الأئمَّة معصومين في كلّ شيء، وهذا بما لا ينافي الاختيار، وأنا كتبت هذا في آخر كتاب "فقه الحياة" في موضوع العصمة، أنَّ الله خلق فيهم لطفاً، بحيث لا يخطئون في فكر، ولا يخطئون في عمل، وذكرت ذلك في كتاب "النَّدوة"، وقد أجبت بذلك عشرات المرَّات، وهو موجود في كتاب "في رحاب أهل البيت"، وفي كتاب "الزَّهراء القدوة"، وغيرهما من الكتب.
وأنا أقول إنّي متطرّف في موضوع العصمة مقارنةً بهم، أنا أقول إنَّ العصمة هي عبارة عن لطف إلهيّ في نفس المعصوم، من جهة أنَّ الله يعطيه الحقيقة واضحةً على نحوٍ لا لبس فيها، ويعطيه قوَّةً في الإرادة، ولكن عندما ينطلق، ينطلق بوعي الحقيقة.
وفي استدلالي على العصمة، أنَّ قضيَّة الرّسالة هي أمر غير عاديّ، فالنَّبيّ جاء من أجل أن يخرج {النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}3، فلا بدَّ أن يكون كلّ عقله نوراً، وكلّ قلبه نوراً، وكلّ حياته نوراً، لأنَّ فاقد الشَّيء لا يعطيه، والخطأ ظلمة...
وقد ذكرت في الكتاب نفسه، وبعد عدَّة صفحات فقط، أنَّ الغدير هي حقيقة الحقائق...
الشَّيخ جواد التَّبريزي أرسل إليه شخص يسأله: ماذا تقولون في من يقول كذا، ويقول كذا وكذا، ثمّ علَّق بعدها بأنَّ فلاناً هو من يقول كذا4، وأنا ناقشت كلّ هذه الأمور الّتي طرحت مناقشةً علميّة تجدونها في قمّ...!
لقد اعتمدوا على الأكاذيب وتحريف الكلام عن موضعه، ولذا قلت إنَّ الأمر يحتاج إلى تقوى وإلى تثبّت5.
***
1- قصيدة "ذكرى الغدير" يعود تاريخها إلى خمسينات القرن الماضي، في النجف الأشرف. وقد أشار إليها الشاعر الخاقاني في موسوعته شعراء الغريّ الجزء الثامن، وقد نشرت في ديوان "في دروب السبعين".
2- مقتطفات من المقابلة مع سماحة السيد فضل الله (ره)، بتاريخ: 06/04/2002م.
3- سورة إبراهيم: الآية 1.
4- يقصد السيد فضل الله (ره).
5- مقابلة بتاريخ: 24/10/2002م.
قبل شهر محرَّم، وبعد أن أنهيت ندوتي في الشَّام، جاءني شخص من قمّ من آل اللّبّان، وهو شيخ وخطيب، جاء به بعض أصدقائنا، وقال لي أنا أريد أن أسمع منك الرَّدّ على الشّـبهات الَّتي يثيرونـها حولك، والَّتي انطلق بها أمثال الشَّـيخ جواد التَّبريزي وجماعة غيره، حتَّى أعرف الحقيقة، وحتَّى أستطيع أن أدافع...
فبدأ بالإشارة إلى اللَّغو الَّذي أثير، والكذب الَّذي أثير، والتَّحريف الَّذي أثير، ولا يزال يثار. سألني عن "الغدير"، أجبته: هو حقيقة الحقائق، وأنا عندي قصيدة في الغدير نظمتها منذ خمسين سنة عندما كنت في النَّجف، وهي في خمسة وتسعين بيتاً
1، والآن، هناك كتبي الَّتي ذكرت فيها هذه المسألة، ومنها: "نظرة إسلاميَّة حول الغدير"، و"مسائل عقائديَّة"، و"في رحاب أهل البيت"، و"النَّدوة"، وغيرها من الكتب، فما يقولونه هو كذبٌ يُكذَب فيما لا يُكذَب به، لأنَّ رأيي هذا موجود في الخطب وفي المحاضرات والخطابات..
ويتحدَّثون عن مسألة العصمة، وأنا متطرّف في موضوع العصمة، لأنَّني أقول إنَّ الأئمَّة خلقوا معصومين، ولكن من دون أن يسيء ذلك إلى الاختيار، وهذا مكتوب في كتاب "فقه الحياة"، وفي الكثير من كتبي.
ثمَّ قلت له إنَّهم يتحدَّثون عن مسألة الضَّلال، وأنا أقول إنَّ النَّبيّ (ص) نصب عليّاً (ع) بأمر من الله خليفةً، لأنّي أنا أعتقد هذا، فإذا قالوا عنّي مضلّ، فيعني أنَّ هذا ضلال، أو الاعتقاد بإمامة الأئمَّة الإثني عشر، أو الاعتقاد بعصمة الأنبياء، فإذا كان الشّيخ التبريزي والشّيخ الوحيد وغيرهما يقولون عن رأيي بأنَّه ضلال، فمعنى ذلك أنَّ ما أقوله من عصمة الأنبياء والأئمَّة هو الضَّلال، لأنَّ هذا كلّه موجود في كتبي!
فماذا فعلوا؟ حذفوا كلَّ الحوار، واقتطعوا هذا الكلام فقط، ونشروه في قمّ وعلى الإنترنت أيضاً، وأكيد أنَّهم لم يكونوا يتصوَّرون أنَّنا نملك الشَّريط (
التسجيل الكامل).
مقتطفات من المقابلة2
وأنا عندي أنَّ الله خلق الأئمَّة معصومين في كلّ شيء، وهذا بما لا ينافي الاختيار، وأنا كتبت هذا في آخر كتاب "فقه الحياة" في موضوع العصمة، أنَّ الله خلق فيهم لطفاً، بحيث لا يخطئون في فكر، ولا يخطئون في عمل، وذكرت ذلك في كتاب "النَّدوة"، وقد أجبت بذلك عشرات المرَّات، وهو موجود في كتاب "في رحاب أهل البيت"، وفي كتاب "الزَّهراء القدوة"، وغيرهما من الكتب.
وأنا أقول إنّي متطرّف في موضوع العصمة مقارنةً بهم، أنا أقول إنَّ العصمة هي عبارة عن لطف إلهيّ في نفس المعصوم، من جهة أنَّ الله يعطيه الحقيقة واضحةً على نحوٍ لا لبس فيها، ويعطيه قوَّةً في الإرادة، ولكن عندما ينطلق، ينطلق بوعي الحقيقة.
وفي استدلالي على العصمة، أنَّ قضيَّة الرّسالة هي أمر غير عاديّ، فالنَّبيّ جاء من أجل أن يخرج {النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}3، فلا بدَّ أن يكون كلّ عقله نوراً، وكلّ قلبه نوراً، وكلّ حياته نوراً، لأنَّ فاقد الشَّيء لا يعطيه، والخطأ ظلمة...
وقد ذكرت في الكتاب نفسه، وبعد عدَّة صفحات فقط، أنَّ الغدير هي حقيقة الحقائق...
الشَّيخ جواد التَّبريزي أرسل إليه شخص يسأله: ماذا تقولون في من يقول كذا، ويقول كذا وكذا، ثمّ علَّق بعدها بأنَّ فلاناً هو من يقول كذا4، وأنا ناقشت كلّ هذه الأمور الّتي طرحت مناقشةً علميّة تجدونها في قمّ...!
لقد اعتمدوا على الأكاذيب وتحريف الكلام عن موضعه، ولذا قلت إنَّ الأمر يحتاج إلى تقوى وإلى تثبّت5.
***
1- قصيدة "ذكرى الغدير" يعود تاريخها إلى خمسينات القرن الماضي، في النجف الأشرف. وقد أشار إليها الشاعر الخاقاني في موسوعته شعراء الغريّ الجزء الثامن، وقد نشرت في ديوان "في دروب السبعين".
2- مقتطفات من المقابلة مع سماحة السيد فضل الله (ره)، بتاريخ: 06/04/2002م.
3- سورة إبراهيم: الآية 1.
4- يقصد السيد فضل الله (ره).
5- مقابلة بتاريخ: 24/10/2002م.